
أسعار السيارات المستعملة تقفز إلى مستويات جنونية غير مسبوقة
المصدر-محمد قلاتي
قفزت أسعار السيارات المستعملة في الاسواق الجزائرية إلى أرقام خيالية غير مسبوقة لا تتناسب والسعر الحقيقي لمختلف الأنواع، وأحيانا يكون السعر مضاعف، بسبب نقص العرض مقابل ارتفاع الطلب، اضافة إلى تدخل "السماسرة" الذين اقتنع الكثير من منهم بـأن حال السوق سيستمر على وضعه لأسابـيع، ما دفعهم إلى رفع سقف الأسعار، علَهم يعوضون الخسائر التي تكبـدوها قبـل أشهر.
وحسبما وقف عليه "المصدر" بسوق السيارات المستعملة بالبويرة امس الجمعة، يرى اغلبية من تحدثنا اليهم أن اسعار السيارات بلغت مستويات خرافية لم يسبق ان بلغتها من قبل، خصوصا أسعار السيارات المستعملة الأقل من 10 و15 سنوات، التي هي محل اهتمام أصحاب الدخل البـسيط و"الزوالية".
كما ان أسعار تلك السيارات عرفت في الأسبوعين الماضين، ارتفاعا جنونيا، حيث تجاوز سعر البعض منها ضعف سعرها الحقيقي وهي جديدة، ورغم أن حركة البيع والشراء تعرف ركودا لم تشهد له مثيل، إلا أن ما يتم تداوله عبر الأسواق الافتراضية –عبر صفحات النت- من أسعار تعكس عن حقيقة شح المعروض، وتجارة السيارات كغيرها من التجارة الأخرى تتأثر بالعرض والطلب، فمع شح المعروض وما يقابله من طلب يجد التجار وبعض السماسرة الفرصة السانحة للتلاعب بالأسعار.
وعند تجولنا بالسوق المذكورة، وجدنا سيارات "كيا بيكانتو" قديمة سنوات 2006 و2007 و2008 على اختلاف حالتها تراوح سعرها بين 120 و140 مليون سنتيم بعدما كانت أسعارها في عز ازمة السيارات لا تتجاوز 90 مليون سنتيم، ونفس الشيء بالنسبة لسيارات "هيونداي i10"، التي شهدت هي الاخرى ارتفاعا جنونيا في أسعارها، حيث تجاوز سعر سيارات 2008 حاجز 130 و140 مليون سنتيم حسب الحالة.
الخردة بـ100 مليون سنتيم
لعل الكثير منا من كان مهتما بسوق السيارات خلال السنوات الفارطة يتذكر أسعار سيارات "الماروتي" و"الكيو كيو" وغيرها من السيارات القديمة التي لا تتوفر على أي مزايا جيدة، حيث كان سعرها وهي جديدة لا يتجاوز 30 و35 مليون سنتيم، وبقدرة قادر أصبح اليوم سعرها يتجاوز في بعض الاحيان 100 مليون سنتيم بعد اكثر من 10 سنوات سير.
وقال أحد المواطنين ممن تحدثنا اليهم والحسرة بادية على وجهه: "عندي سنين وأنا نخبي في دراهمي ونطم فيهم باش نشري سيارة تاع 80 مليون واليوم باش نشري لقيتها تدير 120 مليون".
وقول زبـون آخر: "لاقتناء مركبـة متواضعة يجب أن تدفع مبـلغا لا يقل عن 130 سنتيم، هذا ما استنتجته من خلال زياراتي الأخيرة لمختلف أسواق السيارات المستعملة"، وتابـع: "اعتقد ان السوق لن يتراجع في ظل عدم توفر سيارات جديدة في مختلف المصانع الناشطة في الجزائر، ولهذا قررت اقتناء سيارة خوفا من ارتفاع الأسعار أكثر خلال الأسابـيع القادمة".
وحسب اعتقاد من يتحكمون في سوق السيارات المستعملة "السماسرية" فإن السوق يشهد ارتفاعا غير مسبوق رغم قرار السلطات السماح بتسويق سيارات جديدة من مختلف الانواع.
ويقول البعض منهم ان السيارات الجديد التي يتم استيرادها حاليا لا يمكن ان تؤثر في اسعار السيارات المستعملة التي يقل سعرها عن 200 مليون سنتيم في ظل عدم وجود سيارات جديدة اقل من هذا السعر لتكسر اسعار القديمة، ناهيك عن نقص العرض، فالكميات المستوردة لا تسمح بتلبية الطلب الكبير الذي تشده السوق اليوم خاصة مع اقتراب فصل الصيف اين يرتفع الطلب اكثر.
وبغض النظر عن ذلك، وحسب ما وقفنا عليه، فقد لاحظنا ان حتى السيارات الجديدة التي سمحت الجزائر باستيرادها على غرار سيارات شيري وفيات، يتم عرضها باسواق السيارات المستعملة بأسعار تفوق اسعارها الحقيقية قد تصل في بعض الاحيان إلى 60 مليون سنتيم اضافية عن سعرها.