طبول المرادية وائتلاف أحزاب الأغلبية!

كتبه محمد حميان

أعتقد بأن المهتم بالشأن السياسي في البلاد، يمكنه أن يرى بوضوح، أن هناك أحزاب قد انطلقت في عملية تعبئة أغلب الانصار والمناضلين ومختلف المنظمات الجماهرية والمهتمين بالشأن العام بمختلف توجهاتهم، وكذا تحاول ضم أحزاب وتشكيلات سياسية أخرى لصفوفها، وهذا بغية تجنيد الشعب الجزائري للمشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية، كما أنها شرعت رسميا في عمليات جمع توقيعات الناخبين والمنتخبين المحليين والوطنيين، حيث تشارف العملية على نهايتها لصالح مُرَشَحِيها.
وبلغة الارقام، وبالعودة للنتائج المعلن عنها من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات فقد قدر اجمالي الكتلة الناخبة رسميا بـ 24.425.187 ناخب، فيما بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية سنة 2021، بـ30.20 بالمائة، أما في الانتخابات المحلية لسنة 2021، فبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية 36.58 بالمائة، والولائية بـ34.76 بالمائة، وفي سياق متصل، نجد أن أحزاب الأغلبية بالإنتخابات التشريعية لسنة 2021، تحصلت على ما يقارب 4 مليون صوت، من أصل أزيد من 24 مليون ناخب، كما تجدر الاشارة الى أن هذه الأحزاب التي تملك الأغلبية في المجالس الوطنية والمحلية تحوز على أكثر من 17 ألف منتخب موزعين على 1541 بلدية، وهو ما يدفع للتساؤل "هل ستكتفي هذه الاحزاب بتوجيه مناضليها وأنصارها للتصويت لصالح مرشحها او انها ستعمل على أن يكون تاريخ السابع من سبتمبر المقبل عرسا تاريخيا للجزائر من حيث نسبة مشاركة مادامت تمتلك أغلبية التواجد في الميدان؟"
أعتقد أن أحزاب الائتلاف الذي تشكل مؤخرا، لدعم المترشح عبد المجيد تبون، مطالبة بإقناع الناخبين خارج وعائه الانتخابي، والإبتعاد عن انتهاج سياسة الانغلاق والتهجم على الآخرين بسبب حسابات سياسية ضيقة، لأنها حتما قد تضر بمصالح مرشحها، كما أنها مدعوة للبحث على أنصار جدد ليشكلوا دعما قويا له.
خلاصة القول، إن فهم ظاهرة عزوف الجزائريين عن الإنتخاب مسؤولية جميع التشكيلات السياسية، لذا فإن أحزاب ائتلاف الأغلبية تقع على مسؤوليتها جعل موعد 7 سبتمبر المقبل عرسا للجزائر من حيث نسب المشاركةّ، وجعلها "قياسية"، لتشكل صفعة لأعدائها ودرسا للمشككين.
لابد على الأحزاب التي تريد قيادة قاطرة الجزائر الجديدة، أن تشمر على سواعدها، وتبرهن للجزائريين أحقيتها في ريادة المشهد السياسي، عبر التأسيس لعهد جديد للعمل السياسي في البلاد من خلال خطط، برامج وأليات لتتجاوز الجزائر وشعبها مخلّفات مرحلة ما بعد المأساة الوطنية، كما أنها مطالبة بأن تكون كذلك، قوة اقتراح لإيجاد الحلول لكل أنواع المشاكل التي تقف عقبة أمام نهضة الوطن والمواطن.
أخيرا وليس أخرا، ان رئاسيات 2024 بالنسبة لأحزاب الأغلبية البرلمانية، فرصة لتحريك المؤسسات الحزبية على المستوى المحلي، لتوسيع القواعد من جهة، والحصول على تأييد شعبي تاريخي لصالح نزيل المرادية القادم من جهة أخرى، والرابح الأكبر من العملية الديمقراطية هي الجزائر... وأتوقف هنا.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -