بالي: ياسين وليد يسلط الضوء على جهود الجزائر لتعزيز التكامل الاقتصادي في إفريقيا

أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، أنّ إفريقيا بحاجة إلى التحول من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

وبتكليف من الرئيس تبون، ترأس الوفد الجزائري المشارك في فعاليات منتدى إندونيسيا – إفريقيا، المنعقد في العاصمة الإندونيسية بالي منذ الأحد والذي استمر إلى غاية اليوم الثلاثاء.

وفي كلمته، شدد الوزير على ان افريقيا قارة ذات إمكانات اقتصادية هائلة. حيث يتجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، ما يجعلها سوقاً ضخمة وقوة عاملة ديناميكية. مشيرا الى انه ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، كان من المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا إلى 4% في عام 2023، وفقاً لبنك التنمية الإفريقي. مؤكدا ان إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية وتحتضن واحدة من أسرع الشرائح السكانية الشبابية نمواً، مما يهيئ لها مستقبلاً مشرقاً.

وبعد ان عبّر عن دعم الجزائر الكامل لأهداف المنتدى الذي يسعى لخلق شراكات جديدة تعود بالنفع على شعوب إفريقيا وإندونيسيا، اكد ياسين وليد التزام الجزائر بالاستثمار في التكامل الاقتصادي في إفريقيا، حيث ترى أنه مفتاح للتنمية المستدامة. 

وسلط الوزير الضوء على جهود الجزائر لتعزيز التكامل الاقتصادي في إفريقيا من خلال مشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربط البيني بين دول القارة.

وتشمل هذه المشاريع الطريق العابر للصحراء، الذي يربط شمال إفريقيا بجنوبها عبر الجزائر،  بالإضافة إلى شبكة الألياف البصرية التي تمتد عبر الصحراء الكبرى لتسريع التحول الرقمي في القارة، اضافة إلى الغلاف المالي الذي خصصته الجزائر والبالغ مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية. وهو ما "يعكس التزامنا بتعزيز النمو المستدام والتعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية". يضيف الوزير.

وأبرز في كلمته أهمية مشروع أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري،  الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الدول الإفريقية.

وأشار ياسين المهدي وليد، إلى أنّ إفريقيا بحاجة إلى التحول من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

ولتحقيق ذلك، دعا إلى تبني سياسات تدعم الكفاءات وتشجع على الابتكار في مختلف القطاعات، حيث أنّ الجزائر ومن خلال المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة تعمل جاهدة لتحقيق رؤية إفريقية متكاملة لدعم الطاقات الإبداعية وحملها على تطوير تنمية مشاريعها داخل القارة الإفريقية.

من جانب آخر، أكد الوزير في كلمته على عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وإندونيسيا، مشيراً إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز حاجز المليار دولار لأول مرة في عام 2022.

وأشار إلى أنّ الحكومتين اتفقتا على تعزيز هذه الشراكة من خلال إبرام اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

وأشار إلى أن إندونيسيا لطالما اعترفت بأهمية إفريقيا كمنطقة استراتيجية، مذكّراً بمؤتمر باندونغ لعام 1955، الذي كان بمثابة نقطة انطلاق لتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية والإفريقية.

ودعا إلى ضرورة استلهام روح باندونغ وتعزيز التعاون بين إندونيسيا وإفريقيا لتحقيق عالم أكثر عدالة وتوازنا،  حيث أكد على ضرورة استمرار التضامن مع الشعوب التي ما زالت تناضل من أجل نيل حقها في تقرير المصير، وعلى رأسها الشعب الصحراوي.

في هذا الإطار، قال الوزير: "لا يزال هناك شعب يسعى للحرية في إفريقيا: شعب الصحراء الغربية. معاناتهم تذكّرنا بأنّ السعي للاستقلال وتقرير المصير لم يكتمل بعد. علاوةً على ذلك، لا يمكننا تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يسعى إلى الحرية ووضع حد لأحد أفظع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث،  المستمرة في غزة".

 

من نفس القسم - إقتصـاد -