الجزائر المنتصرة.. ألم في الرباط ومخاض زائف في باريس

الجزائر/محمد.ح

وجهت مجلة “جون أفريك” الفرنسية سهامها مرة أخرى، نحو الجزائر، بعد قرابة شهر عن تخميناتها واجتهادها المسموم والممزوج بالأكاذيب بخصوص الفيول الجزائري الموجه للبنان من أجل التخفيف عن شعبه من ضغط ظلام دامس بسبب ندرة الوقود، في مسعى أملته العلاقات الأخوية والمبادئ التي تسير بها الجزائر مع الأصدقاء والأشقاء في وقت المصائب والشدائد.

وعادت المجلة الفرنسية بالعناوين المثيرة للجدل، والتي عادة ما تُختار وتصمم من أمام عتبة القصر الملكي بالرباط، فكان العنوان هذه المرة “في واشنطن.. الجزائر توقع مع شركة لوبيينغ (ضغط) مرتبطة بإسرائيل”.

وجاء في مضمون المقال التضليلي أن الحكومة الجزائرية وقعّت مؤخرا، عبر سفيرها لدى واشنطن، صبري بوقادوم عقد (لوبيينغ/ ضغط) مع شركة أمريكية. وهي ممارسة كلاسيكية في الدبلوماسية، إلا أن الشركة المختارة لديها روابط وصلات عديدة مع “إسرائيل” وذلك للقيام بعمليات ضغط في الولايات المتحدة لصالح الدولة الجزائرية.

وأفادت مصادرنا أن لب الموضوع أن “المخزن بات يزعجه امتلاك الجزائر لوبيات من شأنها أن تواجه وتزاحم تلك التي يستعين بها للتوسع بممارساته القذرة أو بالأحرى يدعى أن ذلك الميدان حكرا عليه دون غيره”.

ولعل سعي المخزن المستمر تحقيق انتصارات دبلوماسية وهمية، خصوصا حين يتعلق الأمر بالترويج لملف الصحراء الغربية بمنظور الملك، بات الآن مطاردا بمساعي الجزائر لتوسيع نفوذها.

وادعى المصدر ذاته أنه في أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، أعلن BGR أيضًا عن “دعمه لشعب إسرائيل”، وقدم تبرعات إلى منظمة “نجمة داود الحمراء” اليهودية، دون الإشارة إلى حجم دعمه المالي، وهو ما فنده مصدر موثوق بالقول إن “الشركة التي تعاقدت معها الجزائر لم ترسل أي دعم، كما سارعت إلى ذلك كبرى الشركات الأمريكية، على غرار “بوينغ”، جنرال إلكتريك”، غوغل.. وغيرها من الحكومة إلى أعضاء الكونغرس والشركات متعددة الجنسيات والشركات والجامعات، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، التي اعلنت عن دعمها لإسرائيل. وبالإضافة إلى المساعدات التي قدمتها واشنطن.

محاولة “جون أفريك” والتي ينفق عليها صندوق التبرعات الملكي بالقصر العلوي، وتعوّد صحافيوها على تأجير أقلامهم لترميم واجهة المغرب كلما ظهر تهشيم عليها، مقابل منح وسفريات، خرجة بشكل “سبق صحفي” للنيل من المبدأ الذي لا تتقن الجزائر التملق فيه، وكل مغربي حر يدرك أن الجزائر، شعبا ودولة، من الرئيس لأبسط مواطن يسير يومياته بعرق جبينه في هذا الوطن لن يتردد ثانية للدفاع والذود عن فلسطين، وكان نفس الموقف أبا عن جد وجيلا بعد جيل.

ومن منطلق لك، فإن كل اتهام أن الجزائر بصمت على شراكة مع طرف يتعامل مع الصهاينة ويدعمهم، يعتبر وَهْما يضاف لكل الخرافات التي تحبذ الأبواق الإعلامية المخزنية نسجها بصيغة “صدق فهي هكذا الجزائر”، رغم أن الملك ومحيطه على دراية أن تلك المادة الإخبارية لا تصلح لأن تكون نكتا يلهو بها الأطفال، فما بالك أن تصنف في خانة “الخبر الصحفي” ..ومجلة “جون أفريك” المعروفة بعدائها التقليدي للجزائر تهوى نكت وقصص المخزن، لهذا يتمرد خط افتتاحها على كل صوت حق، ولا حق في مخيلة طاقمها الصحفي إلا ما يثلج صدر الملك.

وتقول مصادرنا إن “موقف الجزائر ونهجها الدبلوماسي واضحان للغاية ويبرزان في الميدان يوميا. وما على هؤلاء المشككين سوى متابعة من يتحرك حاليا في مجلس الأمن وفي جميع المحافل الدولية، دون أن ننسى الدعم الفعال من القادة الجزائريين وجميع المواطنين.

من هو أكبر مدافع وصوت يذود عن الفلسطينيين اليوم؟ أما بالنسبة للصحافة المغربية، التي تعمل بشكل منهجي كناقل لأي وسيلة إعلامية أو مقالة معادية للجزائر، فمن الواضح أن هذه محاولة أخرى يائسة للبحث عن التناقضات المزعومة في موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية، تضيف المصادر ذاتها.

كما أن مثل هذه المقالات، كهذا الذي اجتهدت فيه مجلة “جون أفريك” الذي يزعم توقيع الجزائر على العقد، وربط علاقات مع الكيان الصهيوني يضاف لمحاولات مخزنية سابقة هدفها “تقديم موقف الجزائر من القضية الفلسطينية على أنه مليء بالتناقضات، على غرار ما كان يزعمه أعوان الملك عن “منع الجزائريين من المظاهرات لدعم فلسطين، في وقت أن مثل هذا التفكير التعيس للمملكة هو مناورة تهدف إلى صرف الانتباه عن التعاون المفرط الذي شرع فيه المغرب مع الكيان الصهيوني في كافة المجالات، خاصة العسكرية والأمنية، تقول المصادر ذاتها.

وما يجب التذكير به أن المغرب وقع 12 عقدا مع شركات ضغط مع في واشنطن، بما في ذلك المنظمة الصهيونية ذات النفوذ “أيباك”. كما رحبت وسائل إعلام مغربية، تملك مكاتب بالعاصمة الأمريكية بإبرام هذه العقود وتباهت بها، دون حرج، في اعتقاد أن ذلك سيزيد من “الثقل السياسي المتزايد للمغرب في الولايات المتحدة، ويتراجع الوجود الجزائري”.

ولا تزال وسائل الدعاية لنظام المخزن تقول بصوت عال إن الجزائر “ليس بمقدورها فعل ذلك” مما يمنح ويتيح  لممثلي قصر محمد السادس الفرصة لتزييف الحقائق التاريخية وتعزيز العلاقات القوية التي تجمعه بالولايات المتحدة، والكل على دراية بالصفقة التي ساهمت في متانتها خلال عهدة دونالد ترامب.

وتشير مصادر إلى أنه “من الواضح أن خوف أعداء الجزائر هو رؤية جماعات الضغط المعادية بشكل علني لبلدنا في واشنطن تواجه الآن إجراءات مضادة”، كما أن تحرّك سفارة الجزائر بواشنطن للتوقيع مع شركة ضغط مشهورة يعطّل مخططات قذرة للوبي المخزني، ويخلط حساباتهم.

 

 

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -