لن أذهب إلى كانوسا.. ما قصة العبارة التي ضرب بها الرئيس تبون المثل عن زيارته إلى فرنسا؟

"لن أذهب إلى كانوسا" (Je n’irai pas à Canossa).. بهذه العبارة الشهيرة رد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص سؤال حول زيارته إلى فرنسا.

وشدد الرئيس تبون خلال لقاء دوري مع ممثلي الصحافة الوطنية بث امس عبر التلفزيون الجزائري والاذاعة الوطنية، إنه “لن يخضع لأوامر أحد”، وذلك ردا على سؤال صحافي متعلق بزيارته لفرنسا وأكد الرئيس “لن أذهب لكانوسا” وهي عبارة فرنسية تعني عدم الخضوع للذل.

فعبارة إذلال أو كفارة كانوسا التي مثل بها الرئيس تبون في حواره عندما سئل هل يزور فرنسا فقال (لن أذهب إلى كانوسا) بإختصار هي حادثة تاريخية عن اعتذار الامبرطور الروماني هنري4 للبابا غريغوري في قلعة كانوسا في ايطاليا التي أصبحت رمزا للاذلال والخضوع فشبه الرئيس زيارة فرنسا (كالذهاب الى كانوسا).

والحديث هنا يشير إلى موقف الرئيس عبد المجيد تبون من زيارة كانت مبرمجة مع الرئيس الفرنسي ماكرون في فرنسا، عندما شبه الزيارة بحادثة "كانوسا"، حيث قال "لن أذهب إلى كانوسا"، كان ذلك تعبيرًا عن رفضه للذهاب إلى مكان يُعتبر رمزًا للذل أو التراجع، وهو ما يؤكد أن الرئيس تبون يرفض التراجع عن مواقفه كما رفض الخضوع للأوامر والاذلال، وقال في هذا الصدد: "الجزائر كدولة وكرئيس وكمواطن النيف هو النيف.. النخوة".

وكان الرئيس تبون قد اكد في وقت سابق أنه لن يقوم بزيارة فرنسا من أجل السياحة، حيث تم طرح ملفات هامة للزيارة أبرزها الذاكرة، التنقل، التعاون الاقتصادي، والتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وإعادة متعلقات رمزية للأمير عبدالقادر، وهي ملفات تصر الجزائر على تسويتها، فيما يبدو أن السلطات في فرنسا تخضع لضغوطات أقليات متطرفة تسعى لتعكير العلاقات مع الجزائر.

وبالعودة إلى قصة "كانوسا" هو موقع تاريخي يقع في إيطاليا، ويشتهر بحدث مهم في التاريخ الأوروبي يُعرف باسم"حادثة كانوسا". في عام 1077 حدث صراع بين البابا غريغوري السابع والإمبراطور هنري الرابع. كان هنري الرابع قد تم حرمانه من السلطة من قبل البابا بسبب تصرفاته، مما أدى إلى توتر كبير بين الكنيسة والدولة.

وفي محاولة لاستعادة سلطته، قام هنري الرابع بالسفر إلى كانوسا حيث كان البابا يقيم وعندما وصل، طلب هنري الصفح ووقف أمام قلعة كانوسا في ثلوج الشتاء لمدة ثلاثة أيام عاري القدمين ليظهر ندمه، وفي النهاية وافق البابا على منحه الصفح، مما أعاد له بعض سلطاته. وهو ما يعني أن الرئيس تبون "لن يذهب لإذلال نفسه او التودد".

وقد استخدمت العبارة بشكل واسع في الأدبيات الغربية باسم “إذلال كانوسا” بكل الدلالات التي يحملها.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -