الخارجية العمانية: زيارة الرئيس تبون لحظة مهمة وتاريخية
أشادت وزارة خارجية سلطنة عمان بالعلاقات التاريخية والثنائية التي تربط سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية في مختلف المجالات.
ونشرت الخارجية العمانية مقالًا على موقعها الرسمي بعنوان “العلاقات العمانية الجزائرية: الماضي، الحاضر، والمستقبل“،وذلك بالتزامن مع زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان، والتي تستمر لثلاثة أيام.
وتمثل هذه الزيارة لحظة تاريخية، كونها تُعد أول لقاء بين السلطان هيثم بن طارق والرئيس تبون منذ تولي كل منهما الحكم.
واكدت الخارجية العمانية أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون الرسميةُ إلى سلطنة عُمان تعزز العلاقاتِ العميقةَ بين سلطنة عُمان وأكبر دول الوطن العربي وأفريقيا مساحة.
ولفتت إلى ان هذه الزيارة بلا شك لحظة مهمة وتاريخية في صداقة ثنائية طويلة الأمد عمرها أكثر من نصف قرن. كما أنها تمثل أول لقاء بين السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد المجيد تبون منذ تولي كل منهما مقاليد الحكم.
منا عَززت الزياراتُ الدبلوماسية المتعددة على مر السنين الروابطَ والشراكات بين الدولتين، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والدبلوماسية الإقليمية، تضيف الخارجية العمانية.
وفيما يلي تكملة للمقال كما جاء على موقع الخارجية العمانية:
سلطنة عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عضوان في جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي، وهو ما يمكّنهما من إبقاء العلاقات السياسية بينهما قوية على المستويين الثنائي الدولي.
علاقة طويلة الأمد
تتميز الشراكة الأخوية الطويلة بين الدولتين الشقيقتين بالاحترام المتبادل والقيم المشتركة ونهج استباقي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد ازدهرت هذه الشراكة بوضوح في السنوات الأخيرة.
أسِّست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1973، وفي ذات السنة زارَ جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – الجزائر، ومنذ ذلك الحين بدأت الشراكة القوية بين الدولتين الشقيقتين يدعمها التزامهما بتطويرها باستمرار.
وفي عام 1991 أسست اللجنة العُمانية الجزائرية المشتركة التي ساهمت نشاطاتها باستمرار تطور العلاقات بين البلدين.
الأهداف الإقليمية والدولية المشتركة
تتشارك سلطنة عُمان والجزائر بمواقف وآراء تستند إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أن كلا البلدين يدعوان إلى حل النزاعات والصراعات من خلال الحوار والمفاوضات.
وتتمسك الدولتان الشقيقتان بمبادئ أساسية من أهمها:
- التزام ثابت بالقضية الفلسطينية العادلة.
- التزام قوي بالتعددية والعمل العربي المشترك، على سبيل المثال من خلال الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
- أهمية الالتزام بسيادة القانون ودعم سلطة الهيئات الدولية كالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
- أهمية نزع السلاح وعدم الانتشار النووي.
- التزام بمواجهة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
الالتزام بالقضية الفلسطينية
في الاجتماع الأخير للجنة العُمانية الجزائرية المشتركة في يونيو، أكدت كلتا الدولتين على ضرورة توحيد الصف العربي وتوحيد الجهود في وجه التحديات التي تواجه المنطقة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
واصلت سلطنة عُمان والجزائر تأكيد إدانتهما للعدوان الإسرائيلي واحتلاله للدولة الفلسطينية، معتبرتين تلك الأعمال ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية. كما شدد البلدان على رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مؤكدين على حق الفلسطينيين الثابت في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
اللجنة المشتركة العمانية الجزائرية
في فبراير 1991 أُنشئت اللجنة العُمانية الجزائرية المشتركة لتعزيز الروابط والتعاون في مختلف القطاعات، وخاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية. وتعمل كإطار للتشاور والتعاون المنتظمَين من خلال اجتماعات تُعقد بشكل دوري بالتناوب بين مسقط والجزائر.
كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات على مر السنين، بما في ذلك التجارة والاستثمار والمنح الدراسية والتعليم وتبادل الخبرات في صناعة الهيدروكربونات.
تطوير التجارة
مجال التجارة بين سلطنة عُمان والجزائر لايزال واسعاً لنموها وتطورها. ويهدف كلا البلدين الشقيقين إلى تنويع اقتصادهما، ومع تقليل الاعتماد على الهيدروكربونات، توفـِّر قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة فرصاً أمام تحقيق نمو تجاري متبادل.
تعد الجزائر أحد أكبر منتجي الفوسفات في العالم. والفوسفات مكون أساسي في الأسمدة، لذا هناك إمكانات لزيادة التجارة مع قطاع الزراعة المتنامي في سلطنة عُمان.
ساعدت شراكة لإنتاج الأمونيا واليوريا بين مجموعة سُهيل بهوان العُمانية والشركة الوطنية لإدارة النفط الجزائرية (سوناطراك) على وضع الجزائر في مركزها كأحد كبار مصدري الأمونيا. ومؤخراً، وقّعت سوناطراك اتفاقية مع شركة أبراج لخدمات الطاقة العُمانية، لتعزيز التعاون في مجال النفط والغاز، بما في ذلك تبادل الخبرات في تكنولوجيا الحفر.
كما تتطلع سلطنة عُمان إلى تعزيز قطاع مصايد الأسماك لديها، خاصة في مجال الصادرات، وتأمل في توسيع سوقها في شمال إفريقيا، بما في ذلك الجزائر.
كلتا الحكومتين حريصة على تعزيز الروابط في مجال اللوجستيات والشحن لجعل طرق التجارة أكثر كفاءة، بما في ذلك مناقشات حول تحسين الروابط البحرية وخطوط الشحن الجوي بين الموانئ في كلا البلدين الشقيقين للسماح بتبادل تجاري أسرع وأكثر سلاسة.
التبادلات الثقافية والتعليمية والعلمية
تحتل العلوم والثقافة مكانة هامة في رؤية كل من سلطنة عُمان والجزائر. ويتجلى ذلك من خلال التبادلات المستمرة على مستوى عالٍ في كلا القطاعين.
حيث تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الثقافة في عام 2012 بعد توقيع اتفاقية التعاون العلمي والتقني في عام 2006.