شنقريحة: الحركات الإرهابية أداة في أيدي المخابرات الأجنبية.. دمّرت شعوب ومؤسسات دولها ولم تطلق رصاصة واحدة على الكيان الغاصب

أكد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الحركات الإرهابية هي أدوات في أيدي أجهزة المخابرات الأجنبية المعادية، مستدلا باستمرار هذه الحركات المتطرفة في محاربة شعوبها ومؤسسات دولها في حين لم تطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

وشدد الفريق الو على أن الحركة ضد الإرهاب لا تزال مستمرة ولم تنته بعد، رغم الهزيمة النكراء التي ألحقتها المؤسسة العسكرية بالدمويين، خونة الأمة، داعيا قوات الجيش وجميع المستخدمين العسكريين، بكل فئاتهم ورتبهم، إلى التحلي بالمزيد من اليقظة والحذر لإفشال هذه المخططات الخبيثة، وعدم الوقوع في فخاخ هؤلاء المجرمين.

وقال رئيس الأركان، في الأمر اليومي إنه “بنفس روح الانتصار تلك وألهمت شبابا ثوريا وثق في نفسه وآمن بقدرته على الانتصار على أعتى قوة استعمارية في ذاك الزمان ودفعته للانتفاض في وجه نظام استعماري بغيض، استأثر بخيرات البلاد وأمعن في إذلال العباد، ودنس مقومات شعب بأكمله، واجه رجال قواتنا المسلحة الأوفياء لعهد الشهداء، مشروع تفكيك الدولة الوطنية من طرف قوى الشر والظلام من الإرهابيين المجرمين الجبناء، وتمكنوا من إحباط هذا المشروع الخبيث، بعد تضحيات جسام قدمها أبطالنا في ميادين الوغى”.

وأضاف الفريق أول “لكن ورغم الهزيمة العسكرية النكراء التي ألحقها هؤلاء الأبطال بالإرهابيين الدمويين، خونة الأمة، إلا أن المعركة لم تنته بعد، لأن المصفوفة العقدية للإرهاب لا تزال قائمة، والدليل على ذلك قدرة رؤوس الإرهاب على الترويج لفكرهم الهدام، لاسيما من فئة الشباب، ودفعهم لاقتراف أعمال إجرامية ضد أبناء جلدتهم، باستخدام وسائط الاتصال الحديثة، التي لم يعد يخفى على أحد خطرها الداهم على الفكر السليم والسلوك السوي للشباب، ولأنها تستهدف أمن الوطن وتجانس الأمة وعليه، يجب على المستخدمين العسكريين، بكل فئاتهم ورتبهم، التحلي بالمزيد من اليقظة والحذر لإفشال هذه المخططات الخبيثة، وعدم الوقوع في فخاخ هؤلاء المجرمين”.

وتابع الفريق أول “إن أكبر دليل على أن هذه الحركات الإرهابية كانت ولا تزال أدوات في أيدي أجهزة المخابرات الأجنبية المعادية، هو استمرار هذه الحركات المتطرفة في محاربة شعوبها ومؤسسات دولها، بكل الوسائل المتاحة، بما فيها غير الإنسانية، من مجازر وتفجيرات عشوائية لم يفلت منها لا البشر ولا الحجر، وفي المقابل لم تطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الغاصب، الذي أنست جرائم الإبادة التي يقترفها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، جرائم عتاة الاستعمار عبر التاريخ”.

وأوضح شنقريحة أن “الجزائر التي انتصرت بالأمس على أعدائها، بفضل أبنائها المخلصين، ستعرف دوما كيف تواصل درب انتصارها، بفضل أبنائها الأوفياء لعهد الشهداء والمخلصين للوطن والمثابرين من أجل الارتقاء الاستراتيجي للدولة، وفي هذا السياق تحديدا، فإنني أقدر شديد التقدير أداء إطاراتنا ومستخدمينا، المرابطين في كافة ربوع الوطن، وأقدر فيهم جميعا روحهم العالية حيال المساهمة في تطوير قدراتنا القتالية والعملياتية”.

وأضاف أن “هذا التقدير يستحقونه عن جدارة مقابل ما حققوه من نتائج، سواء على مستوى الأشواط التطويرية المديدة التي استطاعت أن تقطعها وحداتنا العسكرية، في إطار الحفاظ على جاهزيتها العملياتية، أو على مستوى استيعاب وإتقان تطبيق برامج التحضير القتالي، وكذا جودة التمارين التكتيكية والعملياتية، التي أصبحت تجرى ليس فقط في نهاية السنة التدريبية، بل حتى في بدايتها وفي كافة فصول السنة، ليلا ونهارا وتلك ميزة أخرى لهذه المرحلة المتقدمة والمتطورة التي بلغها جيشنا اليوم، هذا ناهيك عن النتائج الإيجابية التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وكافة أشكال التهريب والهجرة غير الشرعية وهو سعي بالغ الأهمية سيسمح بتطهير أرض الجزائر من هؤلاء الخونة والعملاء، الذين يشكلون خطرا على أمن الوطن والمجتمع”.

وحث رئيس الأركان جميع قوات الجيش، كل في مجال عمله وحدود صلاحياته، على الحرص على المزيد من العمل والمثابرة، لأنه بالعمل وبالعمل فقط، تزداد درجات تفرد الجيش الوطني الشعبي بهذه الشمائل وبهذه الخصال الحميدة والمتميزة، التي تؤكد تشبع أفراده بموروثهم التاريخي والحضاري والثقافي الثري، وتمسكهم الشديد برصيدهم التاريخي الوطني المجيد، وتؤكد أيضا وعيهم بأنهم بهذه الشيم والخصال يتسنى لهم اعتلاء صهوة الاحترافية العالية والتميز المهني وجودة الأداء، على حد تعبيره.

وقال في هذا السياق “إننا نعلم يقينا أننا إذا تمسكنا بروح النصر وبموجباته وثوابته، فإننا لن تصيبنا كلالة ولا نصبا أبدا في الجيش الوطني الشعبي، ولن تضعف لنا عزيمة ولا إرادة إطلاقا، بل سنبقى نعمل بوعي شديد على الالتزام التام بحفظ حرمة كل شبر من تراب الجزائر الغالية، وعلى الحرص الكامل على القيام بالمهام النبيلة الموكلة لنا، وفقا للرؤية السديدة لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الذي نؤكد له أننا عازمون في الجيش الوطني الشعبي على مواصلة العمل بإقدام وإخلاص وتفان، في هذه المرحلة الجديدة، من أجل تعزيز أمن واستقرار بلادنا، والرفع المطرد لجاهزية جيشنا العملياتية، وترسيخ احترافيته، حتى يكون قادرا على التصدي لكافة التهديدات، وردع جميع المشاريع التخريبية المعادية”.

وأردف قائلا “ذلكم هو عهدنا بكم، أنتم المرابطون على الحدود وعلى الثغور وعلى كل شبر من أرض الجزائر، فبفضل ما يحدوكم من عزيمة وتصميم وما تتحلون به من حيطة ويقظة، سيبقى وهج، بل وروح ثورتنا المجيدة، بكل ما تحمله من مبادئ سامية وقيم نبيلة، تملأ القلوب وتعمر النفوس، رغم كيد الكائدين وغدر الغادرين وجحود الجاحدين، الذين بقيت هذه الثورة بكل معانيها ومراميها، غصة في حلوقهم، وإنني على يقين تام، بأن غصتهم ستبقى في حلوقهم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مادام الشعب الجزائري ينجب أمثالكم، أنتم الذين تعرفون أعداء شعبنا ووطننا وتعرفون كيف تحفظون حرمة تاريخنا الوطني وتقدرون ثورتنا ومن صنعوها حق قدرها وتصونوا الأمانة وتحافظوا على وديعة شهداء الثورة والجمهورية”.

من نفس القسم - عدالة وأمن -