الغضب الشعبي في المغرب يتوسع إلى عدة مدن
خرج مئات النقابيين في مسيرات حاشدة في مدن عدة بينها الدار البيضاء ومراكش وتطوان ووجدة وفاس وبني ملال، احتجاجاً ضد قانوني الإضراب والتقاعد، وإدماج صندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي “كنوبس” مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وهتف المتظاهرون في المسيرات، التي دعت إليها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أمس الأحد، بشعارات تندد بسعي الحكومة لتمرير القانونين المذكورين “خارج الحوار الاجتماعي”، وأخرى تستنكر الغلاء وارتفاع الأسعار وتطالب بإنهاء التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وقالت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عبر موقعها الرسمي، إن خروج الشغيلة في مسيرات في معظم المدن يأتي “احتجاجاً على تمادي الحكومة في استهداف حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة وعلى رأسها ‘الحق في ممارسة الإضراب’، والقفز على مؤسسات الحوار الاجتماعي، واعتمادها موازاة بذلك، على أغلبيتها البرلمانية لتمرير مشروع قانون يكبل حق ممارسة الإضراب، في ضرب صارخ لاحترام الحريات النقابية ولمقتضيات اتفاق 30 أفريل 2022 وميثاق المأسسة”.
وترى الكونفدرالية أنه “لعل ما زاد الوضع الاجتماعي احتقانا وبجرعة إضافية انفراد الحكومة خارج مؤسسة الحوار الاجتماعي بإعداد مشروع القانون 54.23 الذي يقضي بدمج الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وتخطيطها الإجهاز على مكتسبات التقاعد وغيرها من الإجراءات التراجعية”.
ودعت الكونفدرالية فروعها الإقليمية والمحلية إلى التعبئة الشاملة، قائلة: "إننا في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نؤكد أن المعركة مستمرة ولن تتوقف عند حدود المسيرات الجهوية وسنواصل النضال عبر الإضراب العام والمسيرات الوطنية حتى تتراجع الحكومة عن هذا القانون الجائر، الذي يمثل إعلان حرب على الطبقة العاملة".
و قالت إن رسائل الشارع المغربي للحكومة واضحة و تتمثل في أن الشعب المغربي يرفض أن يكون رهينة لسياسات فاشلة لا تخدم إلا مصالح فئة ضيقة على حساب الأغلبية و هذه المسيرات ليست سوى بداية موجة احتجاجية أوسع تهدف إلى استرجاع الحقوق المسلوبة.
وحذرت الكونفدرالية الحكومة من تجاهل الأصوات الغاضبة قائلة: "على الحكومة أن تدرك أن اللعب بالنار سيحرقها قبل أي شيء آخر. الطبقة العاملة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الانحراف الخطير عن مسار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رسالتنا واضحة : التراجع الفوري عن هذا القانون الظالم أو مواجهة غضب الشارع".