عطاف: "اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نقطة الوصول بل نقطة البداية"

أكد وزير الخارجية أحمد عطاف،خلال كلمته أمام مجلس الأمن ،التزام الجزائر الكامل بدعم القضية الفلسطينية والعمل على تحقيق حل شامل بفلسطين ،من خلال رؤية ثلاثية تتضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، رفع الحصار عن غزة، ودعم مسار سياسي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وشكر عطاف مجموعة الوساطة الدولية التي عملت جاهدة لتحقيق اتفاق وقف اطلاق النار بعد 15 شهرا من حرب خلّفت حصيلة مأساوية تعجز عن وصفها جميع الألسُن واللغات، بما فيها لغةُ الأرقام.

وقال ان المجموعة الدولية علقت على الاتفاق كل آمالها في رفع المعاناة والغبن عن الفلسطينيين وفي كسرِ جمود العملية السياسية الهادفة إلى مُعالجة القضية الفلسطينية خاصة، وإلى استعادة الأمن والاستقرار في منطقةِ الشرقِ الأوسط عامة.

واكد الوزير عطاف على ضرورة رفع القيود المفروضة على جهود الإغاثة الإنسانية، وضمان إتمام عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، كما شدد على أهمية الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة كشرط أساسي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وركز عطاف على ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي وحدة الشعب الفلسطيني وأرضه وشدد على أهمية إعادة إعمار غزة وضمان أن يحدد الفلسطينيون مستقبلهم بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تؤدي إلى تعميق الانقسامات بينهم، كما دعا إلى احترام الترتيبات التي تعزز المصالحة الوطنية الفلسطينية وتضمن وحدة المصير الفلسطيني.

كما أكد عطاف أن تحقيق وقف إطلاق نار مستدام لن يكون ممكناً إلا من خلال مسار سياسي جاد تحت رعاية الأمم المتحدة، ودعا إلى تبني حل الدولتين المتوافق عليه دولياً، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق التسوية النهائية، كما أشار إلى أهمية تهيئة الظروف لعقد مؤتمر دولي يكرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة.

وشدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على ان هذه المسؤولية التي لا تقتصر على معالجة تداعيات العدوان الذي كابدته غزة طيلة الأشهر الطويلة الماضية، بل تتعدى ذلك لتشمل التكفل بجوهر الصراع المتمثل في تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني

هذا وأبرز الوزير عطاف التزام الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، بالمساهمة الفعلية في جميع الجهود الدولية الرامية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وشدد على أن الجزائر ستواصل دعمها للمصالحة الوطنية الفلسطينية وتقديم العون لإعادة إعمار غزة، بما في ذلك تشييد المستشفيات الميدانية عند توافر الظروف المواتية.

وقال عطاف في هذا الصدد إن " غزة لم تعد غزة بعد ما طالها من جرائِم راح ضَحيتها أكثر من 46 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال.. غزة لم تعد غزة بعد ما لاقته من دمار مهول سوَّى بالأرض بناياتها، ومستشفياتها، ومحلاّتها، ومدارسها، وجامعاتها، بل وحتى مساجِدَها، وكنائسها، وملاجئها، ومقابِرها.. غزة لم تعد غزة بعد هدم كافة أركانِها ومُقَدَّراتِها والقضاء على مُختلف شرايين الحياةِ الاقتصادية والاجتماعية بها، فضلاً عن تفقير شعْبِها وحرمانِه من أبسطِ سبل العيش الكريم ومُقومات البقاء".

وقال إن المجموعة الدولية قاطبة لم تعد تطيق استمرار وضع في الشرق الأوسط يدوم منذ قرابة الثمانين عاما، لا تستخلف فيه المأساة إلا بمأساة أكبر، ولا تتلو فيه النكبة سوى نكبة أشد وأمر.

وأضاف "لا يمكن لقضاء فلسطين وقدرها أن يدوم وهو يتأرجح بين الآمال التي لا تذكى سوى لتطفأ حالا، وبين الآفاق التي ما إن فتحت إلا وصدت بتلقائية وانتظام".

و"من هذا المنظور، علينا أن نكون واعين تمام الوعي أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نقطة الوصول، بل نقطة البداية وأن هذا الاتفاق لا يعدو أن يكون فرصة يتوقف نجاحها أو فشلها على مدى استغلالها وتوظيفها والبناء عليها"، يضيف عطاف.

واختتم عطاف كلمته بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على مقومات الدولة الفلسطينية والعمل على تحقيق العضوية الكاملة لفلسطين في منظمة الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن المؤتمر الدولي المزمع عقده منتصف هذا العام سيكون فرصة لتكريس الحقوق الفلسطينية وفق الشرعية الدولية.

من نفس القسم - تعـاون دولـي -