سيف الدين القذافي يخرج عن صمته ويكشف حقائق مدوية في قضية تمويل حملة الرئيس الفرنسي الأسبق
- بواسطة المصدر
- في 21 جانفي 2025
- 1030 قراءة
خرج سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني للعقيد القذافي، عن صمته بخصوص قضية تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي سنة 2007.
وأكّد القذافي في تصريحات حصرية لإذاعة فرنسا الدولية شهادته الخاصة بالقضية بالتزامن مع بداية محاكمة الرئيس ساركوزي منذ 15 يوما في باريس.
وذكر سيف الإسلام بأنه سلم شهادته عام 2018 للقاضي الفرنسي سيرج تورنير المكلف بالتحقيق في هذه القضية السياسية والمالية. وأكد أن الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي مارس عليه عدة ضغوط عبر عدة وسطاء حتى يتراجع عن شهادته أمام القضاء الفرنسي.
بحسب سيف الإسلام، فإن أول طلب وجّه إليه من قبل نيكولا ساركوزي ليغير شهادته بخصوصه تم عام 2021، عن طريق سهى البدري، وهي مستشارة ومختصة في الاتصالات في باريس.
سيف الإسلام أكد أن ما اقتُرح عليه هو أن ينفي ما يشاع عن دعم ليبي لساركوزي في حملته الانتخابية. لكن في مقابل ماذا؟ يقول سيف الإسلام: مقابل تقديم المساعدة له لإقفال ملفه أمام محكمة العدل الدولية التي لا زالت تلاحق سيف الإسلام لغاية اليوم.
وبحسب سيف الإسلام، فإن محاولة ثانية تمّت عام 2022، عبر وسيط جديد مرسل من طرف نيكولا ساركوزي، لكن الوسيط تواصل هذه المرة مع هنيبعل القذافي، أخوه الأصغر المحتجز في لبنان منذ عدة سنوات. الوسيط يحمل جنسية ساحل العاج ويدعى نويل ديبيس، واسمه مذكور في محضر الاتهام في قضية التمويل الليبي المفترض لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية، ولكن أيضا في قضية "كراتشي" الخاصة بعقود بيع أسلحة.
ويفند سيف الإسلام بأن نويل ديبيس ذهب إلى بيروت ومارس ضغوطا على هنيبعل، “مؤكدا له إمكانية إخراجه من السجن، في حال غير سيف الإسلام شهادته لصالح ساركوزي”.
ويؤكد سيف الإسلام أن محاولة ثالثة للضغط عليه جرت هذه المرة في تاريخ لاحق لم يحدده، عبر وسيط فرنسي من أصل عربي، لم يرغب بالكشف عن هويته.
ويؤكد ابن القائد الليبي أن الأمر لا يتعلق لا بألكسندر جوهري ولا بزياد تقي الدين، اثنين من كبار الوسطاء في قضية التمويل الليبي المفترض لحملة نيكولا ساركوزي.
سيف الإسلام أفاد بأنه “رفض بشكل قاطع” كل هذه المطالب.
وعاد سيف الإسلام أيضا لتناول الدور الذي يؤكد أنه لعبه شخصيا في مسألة التمويل الليبي “ساركوزي حصل نقدا على مبلغ مليونين ونصف مليون دولار من ليبيا” لتمويل حملته الانتخابية عام 2007، ويقول “في مقابل هذا المبلغ، كان على نيكولا ساركوزي أن ينجز عقودا ويحقق مشاريع لصالح ليبيا”.
وحصل نيكولا ساركوزي على مبلغ آخر قيمته مليونين ونصف مليون دولار، نقدا كذلك. المبلغ تم تسليمه لمقربين من ساركوزي بحسب سيف الإسلام، الذي لم يحدد متى تم ذلك، لكنه يؤكد بأن السلطات الليبية كانت تنتظر في مقابل ذلك أن تضع فرنسا حدا للملاحقات في ملف الاعتداء على طائرة الدي سي 10 التابعة لشركة “الي تي آ” والتي ذهب ضحيتها 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا عام 1989.
واكد سيف الإسلام أنه قام بنفسه باقتراح هذا المبلغ على الرئيس الفرنسي الأسبق مقابل وضع حد للملاحقات، ويقول إنه قام بنفسه بالإشراف على إيصال المال نقداً. وهو يؤكد أن حقائب المال سلمت لكلود غيان، الذي كان في حينه يدير مكتب نيكولا ساركوزي، “المال نقل إليه عن طريق بشير صالح”، الذي كان يدير في حينه المحفظة الليبية ـ الأفريقية ويحظى بثقة القذافي. وهو يحاكم أيضا في إطار قضية التمويل. كان ذلك، يوضح سيف الإسلام، عن طريق ألكسندر جوهري، رجل أعمال فرنسي من أصل جزائري.
ووفقا لسيف الإسلام، تم وضع المال المستلم في بنك سويسري لاحقاً وان مبلغ خمسة ملايين دولار سلم نقدا لنيكولا ساركوزي.
وروي نجل الزعيم الليبي السابق المشهد الشهير، الذي رواه بشير صالح، والذي “أضحك كل من كان حاضرا”، حين قام كلود غيان، الذي شغل سابقا منصب وزير الداخلية الفرنسي، بالصعود على الحقيبة المليئة بالدولارات بعد أن واجه صعوبة في إغلاقها. كانت تلك الوسيلة الوحيدة للتمكن من إغلاقها. كلود غِيان، الذي لا زال ينفي تورطه في قضية التمويل الليبي.
كما اكد سيف الإسلام أيضا أن نيكولا ساركوزي حين كان وزيرا للداخلية، اتصل شخصيا بعبد الله السنوسي وزير الداخلية الليبي الأسبق، خلال زيارته لليبيا عام 2005، واعدا إياه بسحب اسمه من لائحة الإنتربول بمجرد أن يتم انتخابه رئيسا.
ويؤكد ابن الزعيم الليبي أن هناك تسجيلات لهذه المحادثة الهاتفية وأن التسجيلات لا زالت في حوزة السنوسي. ويشير إلى أن كل ذلك تم ذكره عام 2018 للقاضي تورنير المكلف بالقضية.