![240773-080225.jpg](media/articles/240773-080225.jpg)
العرباوي: أحداث ساقية سيدي يوسف محطة عار تلطخ سِجل تاريخ الاستـعمار الفرنسي الذي يدّعي التحضر
أشرف الوزير الأول، نذير العرباوي، بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم السبت، على مراسم إحياء الذكرى الـ67 لأحداث ساقية سيدي يوسف بالجمهورية التونسية، وذلك مناصفة مع رئيس الحكومة التونسية كمال المدوري، وبمشاركة وفد وزاري رفيع المستوى ومسؤولين محليين من الجانبين وممثلين عن الأسرة الثورية.
وقد استقبل الوزير الأول والوفد المرافق له من قبل نظيره التونسي على مستوى المعبر الحدودي بين البلدين، قبل أن يتوجها إلى مقر بلدية ساقية سيدي يوسف، حيث عقدا لقاء ثنائيا تم خلاله استعراض العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات وفق الرؤية الاستراتيجية لقائدي البلدين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره قيس سعيد.
وفي كلمة له بالناسبة، قال العرباوي، إنّ الأحداث المؤلمة لساقية سيدي يوسف، هي محطة من محطات العار التي تلطخ سِجل تاريخ الاستـعمار الفرنسي الذي يدّعي التحضر، وهو الذي ارتكب أبشع المجازر والجرائم في حق المدنيين العزل باستعمال كافة الأسلحة.
وأكد الوزير الأول أن أحداث ساقية سيدي يوسف تعتبر منارة من منارات التاريخ النضالي المشترك ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.
وأضاف الوزير الأول، أن الهجوم الذي تعرضت له قرية ساقية سيدي يوسف ذات 8 فيفري 1958، من قبل القوات الفرنسية وأسفر عن استـشهاد العشرات وجرح المئات من الجزائريين والتونسيين، مثال حي عن همجية الاستعمار وانتهاجه لأسلوب العقاب الجماعي حتى ضد كل من قدم العون والمساعدة لجيش التحرير الوطني في كفاحه ضد المستعمر.
وأضاف الوزير الأول بأن إحياء ذكرى هذه الأحداث كل سنة يعتبر مناسبة خالدة عزيزة بما تحمله من أنبل المعاني والقيم، التي جسدت أعظم صور التلاحم والتآخي والتضامن بين الشعبين الشقيقين، في كفاحهما النضالي المشترك من أجل التحرر من نير الاستعمار واستعادة السيادة والاستقلال، وستظل منارة لاستحضار التضحيات الجسام للشهداء الأبرار الذين وهبوا أرواحهم الزكية فداء لقيم الحرية والكرامة، والذين نقف اليوم إكبارا وإجلالا للترحم على أرواحهم الطاهرة مستلهمين من تضحياتهم لشحذ الهمم في سبيل عزة ورفعة بلدينا الشقيقين.
وأردف الوزير الأول مؤكدا بأن هذه الملحمة البطولية التي امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائري والتونسي، ستظل متجذرة في الذاكرةالجماعية باعتبارها رمزا للتآخي والتلاحم ومصدر إلهام متجدد للأجيال المتعاقبة تعمق الإيمان بوحدة المصير وتنير السبيل في مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية، في ظل ظروف إقليمية ودوليةعصيبة ومضطربة لعالم لا زالت فيه شعوب تواقة للحرية والكرامة، تبحث عن تقرير مصيرها وهي تتعرض لأبشع الأساليب والسياسات القمعية والإبادة الجماعية وسط صمت رهيب للضمير الإنساني العالمي بل وخذلان المجتمع الدولي.
كما عبر الوزير الاول، في ختام كلمته، باسمه الخاص وباسم الوفد المرافق له، لرئيس الحكومة التونسية، عن خالص الشكر والامتنان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصوله الى ارض ساقية سيدي يوسف التي ستبقى -كما قال- إلى الأبد منارة تنير ذاكرة الشعبين الشقيقين وعبر الأجيال القادمة.