اللوبي المغربي يورّط فرنسا ويجرّ مونتي كارلو الدولية إلى القضاء

المصدر-محمد قلاتي

لا تزال فضيحة إذاعة ''مونت كارلو الدولية'' تلقي بضلالها على المشهد السياسي والاعلامي في المنطقة العربية، بعد ظهور أدلة ومعطيات جديدة تؤكد السقطة المدوية التي وقعت فيها أعرق الاذاعات الأوروبية.

وزعمت إذاعة "مونتي كارلو"، في مقالها الذي نشر تحت عنوان "الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد وسيحاكمهم … فكم يبلغ عددهم؟"، نقلا عن مراسلها في دمشق المدعو "عدي منصور" أنّ: "الرئيس السوري أحمد الشرع رفض طلبا تقدم به وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشأن إطلاق سراح معتقلين من الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو".

ويمكن للمتتبع أن يبذل جهدا ضعيفا في البحث عن خلفيات هذا الخبر الكاذب، ليتوصل إلى حقيقة أنه مجرد إشاعة تم اطلاقها 48 ساعة قبل نشرها في مونتي كارلو الدولية، وتم تداولها عبر صفحات على منصات التواصل الاجتماعي إعتادت التهجم على الجزائر.

وتزامن نشر الخبر المظلل مع نشر وسائل إعلام سورية وعربية تسريبات بأن القصر الرئاسي السوري رفض إستقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بسبب كثافة برنامج الرئيس السوري أحمد الشرع، وهو ما اعتبر إهانة للدبلوماسية المغربية، وللتغطية على الفضيحة وتوجيه الأنظار عنها تحرك اللوبي المغربي داخل مكاتب "مونتي كارلو" الفرنسية وعلى رأسها المديرة العامة المغربية سعاد رحموني الطيب.

وبالبحث في الموضوع الكاذب أيضا يتبين أن المراسل اعتمد في صياغة المقال المظلل على اشاعات قديمة مصردها مغربي، نشرت لأول مرة منذ سنوات خلال انعقاد القمة العربية بالجزائر، حينما طالبت الجزائر بعودة سوريا إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية، ويومها تم نشر نفس الخبر الكاذب من طرف دول لم يعجبها طلب الجزائر لعودة سوريا إلى الحضن العربي.

وبالتعمق أكثر في أن الإشاعة قديمة وأعيد تحويرها ونشرها، لم يكلف المراسل الصحفي ولا رئيس التحرير في "مونتي كارلو" عناء نفسيهما من تحوير المعلومات وتجديدها التي كانت داخل المقال، فبدل تغيير إسم وزير الخارجية الجزائري آنذاك رمطان لعمامرة إلى الوزير الحالي أحمد عطاف، نُشر المقال بصيغته القديمة، قبل أن يتم تعديله سويعات بعد النشر وذكر اسم احمد عطاف وهو وزير الخارجية الحالي.

والغريب أنه حتى التلفزيون السوري وقع في نفس الفضيحة عندما نقل الخبر المظلل عن مورنتي كارلو الدولية بنفس اسم وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة بدل أحمد عطاف، إلا أن تلفزيون سوريا سحب الخبر والمنشور بعد التأكد من مصادره الرسمية في دمشق بعدم صحته.

وللتأكد من أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد حملة مغرضة ضد الجزائر وجيشها، يمكن للمطالع والمتابع للمستجدات مؤخرا أن يرى بنفسه انسياق إذاعة مونت كارلو الدولية الفرنسية المملوكة لفرنسا، في الاستراتيجية الجديدة للإعلام الفرنسي والمغربي، الذي حدد له هدف واضح ودقيق وهو شن حرب إعلامية على الجزائر وجيشها دون توقف و بمختلف السبل، خاصة وأن أغلب الصحفيين والمسؤولين العاملين بها هم مغاربة.

وفي الاصل فإن معلومة خطيرة وحساسة مثل هذه لا تنشر بدون التأكد من صحتها، في خضم ما تعيشه العلاقات الجزائرية الفرنسية من توتر في الفترة الأخيرة. ما يوحي بأن السلطات الفرنسية من كانت وراء نشر الخبر الكاذب؟؟.

ويتسائل متابعون، هل من كان وراء هذا الخبر الكاذب فرنسا بصفتها مالكة للاذاعة وممولتها؟ أم أن اللوبي المغربي المتوغل داخل الإذاعة هو من جعل من اذاعة مونتي كارلو سلاحا يستهدف به الجزائر ويعبث بجميع محاولات فرنسا للتقارب مع الجزائر خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة وبروز مساعي فرنسية لإذابة الجليد بين البلدين؟

وبالحديث عن مآلات الخبر الخطير، أفادت مصادرنا الخاصة أن الجزائر تحضّر لرفع دعوى قضائية ضد إذاعة مونتي كارلو الدولية والمسؤولين فيها على نشر هذه الادعاءات الخطيرة في فرنسا عن طريق ممثلياتها الدبلوماسية، كون الجزائر ضاقت ذرعا من الأخبار الكاذبة والمغلوطة التي تستهدف سمعتها وسمعة جيشها.

وتجدر الإشارة أن الجزائر استقبلت عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارّين من الحرب وبطش نظام بشار الأسد وهم يعيشون منذ أكثر من عشر سنوات في الجزائر بين أشقائهم بكل حرية.

من نفس القسم - تعـاون دولـي -