تدشين نصب الشهيد علي مقطيط.. صفعة جديدة لماكرون وبيادقه

المصدر/ زكرياء حبيبي

إن تدشين النصب التذكاري للشهيد علي مقطيط بوهران والذي سقط بميدان الشرف، بمناسبة إحياء يوم الشهيد، هذا الثلاثاء 18 فيفري، يشهد على تمسك الدولة الجزائرية وتصميم الشعب الجزائري على الحفاظ والدفاع عن ذكرى نسائه ورجاله الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الحرية واستقلال البلاد من نير الاستعمار وكرامة أجيال اليوم.

إن هذا التدشين اليوم، والذي يجب الإشادة به والقيام بمبادرات أخرى مماثلة، هو رد لاذع لأولئك الذين برمجوا توقفًا في نفس المكان بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وهران في أوت 2023.

المكان الواقع مقابل محافظة وهران لحزب جبهة التحرير الوطني، المقر السابق لبنك "باركلي"، وأيضًا مقابل بنك القرض الشعبي الجزائري، المعروف سابقًا باسم "كريدي ليوني"، وأيضًا مقابل مقهى "ريش" السابق، المملوك لأحد قادة المنظمة المسلحة السرية، والذي أصبح فندق تيمقاد، دون أن ننسى أن العملية البطولية التي قادها الشهيد علي مقطيط جرت في حانة "لوبريزيل"، معقل اجتماعات المستوطنين وإرهابيي المنظمة المسلحة السرية، والتي أصبحت الآن متجرًا للتسجيلات باسم "بوعلام ديسكو مغرب" والذي أصبح مشهورًا بفضل زيارة "دي جي سنايك"، الذي كان له شرف الترويج لترشيح إيمانويل ماكرون لولاية ثانية في 2022.

إن زيارة ماكرون لهذا المكان، الذي يُعتبر جسرا من تاريخ الاستعمار الهمجي للجزائر، ليست من قبيل الصدفة وليست بريئة على الإطلاق، بما أن الأمر يتعلق بالحرب المعرفية التي يشنها الاستعمار الجديد ضد الجزائر بهدف تدمير تاريخها الممتد لألف عام، ومبادئها وقيم ثورتها المباركة.

وليس من قبيل الصدفة كذلك، أن يكون ماكرون برفقة بيادق، من أمثال الكاتب كمال داود، الذين يعملون بكل ما أُوتوا من قوة للحفاظ على النفوذ الفرنسي والاستعماري الجديد في مدينة الولي الصالح الإمام سيدي الهواري والجزائر ككل.

وفي هذا الصدد، من المهم إدانة واستنكار محاولات بعض البيادق والسكان الأصليين الجُدد جعل "ألبير كامو" أو "إيف سان لوران" أبطالاً "وطنيين" والقيام بأعمال لتكريمهما في وهران، بهدف إرضاء أسيادهم ومُشغليهم من وراء البحار.

وللتذكير، حاول السكان الأصليون الجُدد سنة 2010 تنظيم قافلة وطنية تخليدا لذكرى ألبير كامو، الذي انتهت جزائريته في 5 جويلية 1962، تاريخ استقلال الجزائر، والذي قدم سنة 1958 دعمه الثابت للكيان الصهيوني في عدوانه على الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، مُعلنا مثل أولئك الذين يحنون للاستعمار شعار "الجزائر الفرنسية".

من جانبه، ينحدر إيف سان لوران، المدافع الشرس عن "قيمة" الليبرالية الجديدة ومجتمع الميم، من امرأة دعمت بشكل كامل سياسة الأرض المحروقة التي كانت تنتهجها المنظمة السرية المسلحة الإرهابية في وهران.

في الختام، تحية تقدير لأولئك الذين تعهدوا من خلال هذا التدشين بإضفاء روح جديدة على استمرارية الدولة الوطنية الجزائرية وإحباط محاولات بيادق الاستعمار الفرنسي الجديد. والفاهم يفهم!

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -