
معاداة الجـزائر .. شعار الإستحقاقات السياسية المقبلة فــي فرنـــسا
المصدر / محمد.ح
لا يضيّع المسؤولون في الحكومة الفرنسية، أي فرصة لتحميل الجزائر مسؤولية كل شيء وأي شيء، والهدف دائما تحويل أنظار المجتمع الفرنسي عن اخفاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
أصبح المسؤولون والسياسيون في فرنسا يبحثون عن أي شيء مهما كانت طبيعته وحجمه، من أجل تحميل الجزائر مسؤولية تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تراجع رقم الأعمال في فرنسا، والضغط الذي تتعرض له الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وروسيا وخسارتها لمعركة أوكرانيا.
وتسعى الادارة الفرنسية من حملتها ضد الجزائر إلى تحويل أنظار المجتمع الفرنسي عن اخفاقاتها المتتالية وتوجيه اصابع الاتهام ليلا نهارا للجزائر بهدف الضغط عليها من خلال كيل الاتهامات الباطلة للمصالح الجزائرية، واستغلال ملف الجزائريين المقيمين بطريقة غير قانونية والذين صدرت في حقهم مذكرات بمغادرة التراب الفرنسي.
وآخر التهم وجهها مرة أخرى وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو للجزائر من خلال زعمه أن مرتكب جريمة ميلوز الفرنسية (رغم اعترف نفس الوزير بأنه يعاني من اضطرابات نفسية)، والتي راح ضحيتها شخص وأربع جرحى، كانت المصالح الفرنسية قد قامت بترحيله سابقا لكن السلطات الجزائرية رفضت دخوله. إلا أن الحقيقة -حسب مصادر على صلة بالملف- تواصلنا معها بغية معرفة الأسباب التي ارتكز عليها رفض قبول المعني، كانت عكس ذلك.
فقدت كشف لنا مصدر رفض ذكر اسمه، أن المصالح القنصلية لم تتلق أي طلب لترحيل المعني ولم يتم استصدار أي رخصة مرور قنصلية بشأنه، ولم تتقدم حتى السلطات الفرنسية بطلب رخصة ترحيله للجزائر، وهو الأمر الذي يناقض الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.
واعتبر محدثنا أن التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الفرنسي محاولة فاشلة لانتهاك سيادة الجزائر.
فوزير الداخلية الفرنسي اليميني المتطرف برونو روتايو جعل من كراهية الجزائر والجزائريين أجندته السياسية وبرنامجا له من أجل تهييج الشارع الفرنسي ضد كل ماهو جزائري، وهذه المرة كانت أصول الجاني هدية من السماء ليواصل حملته ضد الجزائر، وتعبيد طريق الفوز برئاسة حزب الجمهوريين التي ترشح لها.
ويرى مراقبون أن روتايو ورؤوس اليمين المتطرف جعلوا من شحن آلة الكراهية ضد الجزائر سبيلهم المفضل لرفع أسهمهم تحسبا للاستحقاقات المقبلة.
فمواصلة الأبواق السياسية والإعلامية في نفث سمومها ضد الجزائر، زاد من تنامي ظاهرة التحريض ضد أبناء الجالية الجزائرية، وهو ما تأكد من خلال تجاوزات وتصريحات غير مسؤولة لرؤساء أحزاب سياسية واخرهم جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني المتطرف الذي دعا تعليق منح التأشيرات وتسليط ما اسماه عقوبات ضد الجزائر، ناهيك عن الوافد الجديد على ميدان "سياسة العداء ضد الجزائر" إبن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، الذي يطمح لولوج عالم السياسة من بوابة الجزائر أيضا، والذي لم يخف ما في صدره من غل ضد الجزائر، عندما قال انه لم اصبح رئيسا فسيقدم على "حرق السفارة الجزائرية" في باريس، ويلغي منح التأشيرات للجزائريين الراغبين في زيارة فرنسا ويرفع الرسوم الجمركية بنسبة 150 على الجزائر.
واعتبر مراقبون أن سبب التكالب الفرنسي على كل ماهو جزائري له علاقة مباشرة بالانتخابات الرئاسية المقبلة بهدف ثني وتثبيط عزيمة الجالية الجزائرية بفرنسا عن لعب دور محوري في تحديد هوية نزيل قصر الايليزي المقبل، خاصة وأن كل المؤشرات توحي بأن انتخابات رئاسية مسبقة تلوح في الأفق مع .الانحدار الشديد في شعبية الرئيس ماكرون وفقدانه الأغلبية البرلمانية في فرنسا والبرلمان الأوروبي