الكاردينال جون بول فيسكو: الجزائر لا تستسلم أبدا لخطاب التهديد القادم من فرنسا

وجه رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، الكاردينال جون بول فيسكو، انتقادات شديدة لبعض السياسيين الفرنسيين، بسبب "التصريحات المتطرفة التي أدلوا بها ضد الجزائر".

وخلال حوار مع صحيفة "لاكروا" الفرنسية التي تهتم بالشؤون الدينية، وصف رئيس الأساقفة موقف فرنسا على أنه "مهين وغير عادل.. وأحيا جرحا في النفس الجزائرية لا يمكن قياس عمقه سوى على مدى حياة مشتركة طويلة الأمد".

وقال "ما يزعجني في تصريحات وزير الداخلية الفرنسي هو النبرة التهديدية في تصريحاته التي تأتي في شكل أوامر للسلطات الجزائرية، في حين أن الجزائر لا تستسلم أبدا لهذا النوع من الخطاب، خاصة القادم من فرنسا".

وأضاف "في الجزائر كل شيء مبني على علاقة الثقة، وهذه الثقة تمت خيانتها بتغيير الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء الغربية ذات الرمزية العالية"، معتبرا أن "هذه لا تزال نقطة البداية للأزمة الحالية".

وواصل الكاردينال يقول: "هناك علاقة غير محسومة بين فرنسا والجزائر، علاقة مسيء و مساء له"، معبرا عن أمله أن يكون الرئيسان تبون وماكرون مهندسي هذه المصالحة التاريخية.

وبخصوص توقعاته حول قضية الكاتب بوعلام صنصال، قال إن تحويل القضية إلى سبب للحرب بين دولتين لن يخدمه في شيء، بل يجعل "من الصعب على السلطات الجزائرية القيام بأي بادرة إنسانية، لأنها لن تسمح لنفسها أبدا بأن تُملى عليها قواعد".

يرى المتحدث أن أي قطيعة بين البلدين، ستكون بمثابة "طريق انتحاري لفرنسا.. وأن العواقب لن تقتصر على انهيار العلاقات الدبلوماسية، بل ستشمل "الطلاق الصامت" لملايين المسلمين الفرنسيين، والفرونكو - جزائريين، وغالباً ما يكونون مندمجين في البلد الذي يعيشون فيه".

من نفس القسم - تعـاون دولـي -