
مجلة الجيش: "تضطلع قواتنا المسلحة بمسؤولية تاريخية في حماية حدودنا الشاسعة"
أبرزت افتتاحية مجلة الجيش، لشهر افريل، الدور المحوري للجيش الوطني الشعبي كضمانة أساسية لاستمرار المسيرة التنموية في كنف الأمن والاستقرار.
وأوضحت الافتتاحية أنه "في ظل مـحيط إقليمي يشهد تقلبات وتحديات أمنية متزايدة، تضطلع قواتنا المسلحة بمسؤولية تاريخية في حماية حدودنا الشاسعة، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها، والحفاظ على وحدة التراب الوطني وسيادة الدولة، وذلك بالعمل دون هوادة على اكتساب القوة العسكرية الرادعة".
وستدلت الافتتاحية بكلمة للفريق أول السعيد شنڤريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى شهر سبتمبر 2024 أين قال: “تشكل التحولات المتسارعة في المنطقة وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية، باعثا أساسيا لزيادة الحيطة ومضاعفة الحذر وتكثيف موجبات اليقظة، فضلا عن السعي باستمرار لإجراء التحسينات والتكييفات الصحيحة لما تم إنجازه حتى الآن، لتتوافق مع ما نصبو إلى تحقيقه، سواء فيما يخص التحضير القتالي للأفراد والوحدات، والرفع من جاهزية قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، أو فيما يتعلق بحماية الحدود ومـحاربة شبكات تهريب المخدرات والمهلوسات والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها”، مضيفا: ”إننا عازمون في الجيش الوطني الشعبي على مواصلة العمل بإخلاص من أجل تعزيز أمن واستقرار بلادنا، والرفع المستمر لجاهزية جيشنا العتيد، وترسيخ احترافيته، حتى يكون قادرا على التصدي لكافة التهديدات، وردع جميع المشاريع التخريبية المعادية”.
من جانب آخر، أكدت مجلة الجيش أن الجزائر المنتصرة تخطو اليوم خطوات عملاقة نحو التطور والتنمية الشاملة، وان لإنجازات المحققة تؤكد أن الجزائر تسير اليوم بأقدام ثابتة على درب الرقي والإزدهار. كما أن الجزائر تسير نحو تأمين حاضرها و تطلعها لمستقبل مشرق بدأت ملامحه تتجلى وتتضح
وجاء في الافتتاحية: "والعالم يحيي هذا الشهر اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، نستذكر إحدى الجرائم البشعة التي اقترفها المستدمر الغاشم في حق الشعب الجزائري، وهي جريمة زرع الألغام التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الجزائريين، الذين استبسلوا في التمسك بأرض الأجداد والدفاع عنها بضراوة قل نظيرها، ودفعوا حياتهم ثمنا لجرائم لا إنسانية مارسها المحتل البغيض ببلادنا، ومنها زرعه ما يربو عن 10 ملايين لغم على طول حدودنا الشرقية والغربية. ولأن جزائر التحديات لا يمكن أن تقف أمامها أي عقبة إلا وتجاوزتها بإرادة فولاذية لا تلين، كان على بلادنا التخلص من هذا الإرث السام، وهو ما تم فعلا بسواعد أبناء الوطن، الذين بذلوا ما بوسعهم في سبيل ذلك، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نستحضر ذكرى كل من دفع حياته إبان ثورتنا التحريرية المجيدة ثمنا حتى تسترجع الجزائر سيادتها على أراضيها، وكل من سقط ضحية هذه الآلة الحربية الجهنمية بعد الاستقلال، لينعم الجزائريون بالأمن ويعم الأمان كل شبر من جزائرنا".
وأضافت "فمثلما عزمت بلادنا بالأمس واتخذت قرارها، ضمن قرارات أخرى سيادية وشجاعة، بنزع وتدمير هذه الألغام، وتمكنت قبل سنوات من تطهير عشرات آلاف الهكتارات من أراضينا منها بسواعد شبابنا في الجيش الوطني الشعبي، ومنحها للمواطنين لاستغلالها في الفلاحة، ها هي الجزائر المنتصرة تخطو اليوم خطوات عملاقة نحو التطور والتنمية الشاملة، عبر مشاريع إستراتيجية ضخمة، بدت وإلى وقت قريب لبعض المتقاعسين صعبة المنال بل ضربا من الخيال".
وقالت إن هذه الإنجازات المحققة، تؤكد أن الجزائر تسير اليوم بأقدام ثابتة على درب الرقي والازدهار وبخطى واثقة نحو تأمين حاضرها، وتطلعها لمستقبل مشرق بدأت ملامـحه تتجلى وتتضح، وما تم تحقيقه في مناحي مـختلفة وفي ظرف زمني وجيز نسبيا يثبت ذلك، لاسيما في مجالات الأمن الغذائي والأمن المائي والأمن الصحي ومجالات أخرى كثيرة، وفق رؤية سديدة وحكيمة لقيادة رشيدة تضع مصلحة الجزائر وسيادتها فوق كل اعتبار. ولا شك أن كافة المشاريع التنموية التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وتجسدت ميدانيا تصب كلها في خدمة المواطن وتلبية احتياجاته، من منطلق تكريس الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية المستمد من أدبيات ثورة التحرير المظفرة، لاسيما بيان أول نوفمبر، وهو ما أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في لقائه الدوري الأخير مع الإعلام الوطني، حينما جدد التزامه بالحفاظ على ذات التوجه، بما يضمن تحقيق المزيد من المكاسب على مـختلف الأصعدة، لاسيما تلك التي تصب في صالح الشباب “باعتبارهم أساس وجوهر الوطن”، مشيدا بـ”صحوة شباب اليوم الغيور على بلاده والفخور بها في الداخل والخارج”، مؤكدا “أننا نعيش اليوم في جزائر جديدة والفضل في ذلك يعود ليس فقط لرئيس الجمهورية أو للحكومة، بل لكل الجزائريات والجزائريين”.
وعلى ذكر الشباب، الذين يحظون بالرعاية اللازمة باعتبارهم ذخر الأمة ومستقبلها، قالت المجلة: "حري بنا في هذا السياق الإشادة بهذه الشريحة الهامة من المجتمع، المتشبعة بالروح الوطنية، والتي تحدوها إرادة قوية لتحقيق كل الأهداف المُسطرة، مثلما أكده السيد رئيس الجمهورية الذي نوه بالمناسبة بالتطور الكبير لمستوى الوعي الجماعي لشبابنا، الذين بوسعهم استقراء الأحداث على النحو الصحيح، ومن ثم تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد تحت ذرائع ومسميات مـختلفة".