ماذا يحدث في ليبيا؟

تشهد العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الماضية، تطورات أمنية خطيرة وحالة من الفوضى جراء اشتباكات عنيفة أعقبت مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة".

وأفادت وسائل إعلام ليبية بسماع أصوات قذائف وأسلحة ثقيلة في منطقتي عين زارة وصلاح الدين الواقعتين في ضواحي العاصمة طرابلس.

وعلى اثر ذلك، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم في طرابلس شروعه في انتشال جثث من أماكن الاشتباكات المسلحة بمحيط منطقة أبو سليم بعد استقرار الأوضاع بشكل نسبي.

كما اثرت لاشتباكات على البنية التحتية الكهربائية، ما تسبب في فصل التغذية عن عدد من المناطق الحيوية داخل طرابلس.

وفى ذات السياق، أكدت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أنها تبذل الجهود لضبط الأمن واحتواء الموقف، فيما أكدت إدارة مطار معيتيقة أنه تم نقل شركات الطيران إلى مطار مصراتة تحسبا لأي طارئ، كما أكدت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، أنه تم السيطرة بالكامل على منطقة أبوسليم في طرابلس.

ودعت وزارة الداخلية المواطنين في مختلف مناطق العاصمة طرابلس إلى ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج حفاظاً على سلامتهم.

بدورها دعت القنصلية الجزائر والسفارة التونسية مواطني بلديهما بالتزام البيوت وأخذ الحيطة والحذر.

وقد جاءت الاشتباكات بعد استنفار وتحركات عسكرية تابعة لمدن مصراتة والزاوية والزنتان نحو العاصمة طرابلس، إثر تصاعد الخلافات بين جهاز الدعم والاستقرار والقوة المشتركة مصراتة، رغم تحذيرات أطلقتها بعثة الأمم المتحدة، والتي دعت فيها الأطراف الليبية، إلى تجنبّ استخدام القوّة في حلّ النزاع، ووقف التصعيد وتهدئة الأوضاع، مؤكدة أنها تتابع عن كثب التقارير بشأن التحركات العسكرية وتصاعد حدّة التوتر في مدينة طرابلس والمنطقة الغربية، مطالبة جميع الأطراف بضرورة خفض التصعيد بشكل عاجل، والامتناع عن أي أعمال استفزازية، والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار البنّاء".

بدورها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.

ودعت البعثة الأممية جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورًا واستعادة الهدوء. كما تُذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتحذر من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب.

أكدت البعثة دعمها بشكل كامل جهود الأعيان والقيادات المجتمعية لتهدئة الوضع.

 

من نفس القسم - تعـاون دولـي -