
الرئيس تبون: ستظل الجزائر بمقدراتها مُناصرةً لكل جهود تعزيزَ التعاون الاقتصادي بين الدول العربية
جدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم السبت، انخراط الجزائر والتزامَها بالمساهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.
أتى ذلك في رسالة بعث بها الرئيس تبون إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي تتزامن مع الدورة العادية للقمة العربية الـ 34 المفتتحة اليوم السبت بالعراق، تلاها، وزير الدولة، وزير الخارجية والجالية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، بصفته مُمّثلاً للرئيس.
وأكد الرئيس تبون على ثلاثة اعتبارات رئيسية من وجهة نظر الجزائر، أولها أنّ الحديث عن التنمية المستدامة في المنطقة العربية يجب أن يستند إلى مبدأ التضامن، مشيرا الى ان "الأقطار الجريحة من أمتنا، بدءًا بفلسطين المحتلة ومروراً بباقي الدول العربية الشقيقة التي تعاني من ويلات الأزمات والنزاعات والحروب".
وتابع: "أمنُ وازدهارُ منطقتِنا العربية لن يتحقق إلا بتعافي هذه الأقطار وزوال الغبن والظلم المُسَلَّطِ عليها وعودتِها إلى مسارِ الاستقرارِ والنماء والرخاء".
ووفق الاعتبار الثاني، أبرز رئيس الجمهورية أنّ تحقيق التكامل الاقتصادي العربي يجب أَلاَّ يَظَلَّ حُلْماً مؤجلاً تتوارثُهُ الأجيال العربية، جيلاً عن جيل، فالتجارةُ البينية العربية، وبالرغم من النمو الذي حققته في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تتجاوز نسبة 8 % من إجمالي تجارة الدول العربية مع بقية دول العالم. وكذلك الأمر بالنسبة للاستثمارات البينية، التي تشهد هي الأخرى بأرقامها المتدنية تفاوتاً مُجحفاً من بلدٍ عربي لآخر.
ثالثا وأخيرا، لاحظ الرئيس تبون أنّ تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود على المستوى العربي يبقى رهيناً بمدى سَعْيِنَا المشترك لتوفير مقوماته الأساسية، خاصةً عبر التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية، وعبر تطوير شبكات النقل البيني، وكذا عبر إحداث الآليات البنكية والمصرفية والتأمينية".
واعتبر ما تقدّم، آليات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها والتي من شأنها تعزيز الاستثمار البيني وتقوية المبادلات التجارية.
ومن جانبها، نوّه رئيس الجمهورية إلى أنّ الجزائر تحرص كل الحرص على أن تكونَ طرفاً فاعلاً في مختلف المبادرات الاقتصادية التي تستهدفُ تعزيزَ التقارب والتفاعل والتعاون بين الدول العربية.
وقال: "فقد انضمت بلادي لمنطقة التجارة الحرة العربية منذ سنة 2009، مثلما ساهمت في بناء مختلف مؤسسات التمويل والاستثمار العربية، إلى جانب دعمِها لمشاريعِ الربط البري والبحري والجوي، بل وحتى الطاقوي".
وفي ذات السياق، تضمنت رسالة رئيس الجمهورية تشديداً من الجزائر على ضرورة أَلاَّ تتخلفَ الدولُ العربية مُجتمعةً عن ركب الثورات المشهودة راهناً. ويتعلق الأمر بثورات الطاقات المتجددة، والرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتية، ومجال النانوتكنولوجيا.
وأورد الرئيس تبون: "العمل العربي المشترك يجب أن يخصّص حيزاً هاماً لهذه المجالات المستقبلية الحيوية".
وسجّل أنّ المجالات المذكورة "تقتضي، تضافرَ جهودِنا، وحشدَ قُدُراتِنا، وَضَمَّ إمكانياتِنا".
واعتبر المسألة هامة "حتى لا نصيرَ من الأمم المهمشة والمتروكة على رصيف هذه التحولات الجذرية التي ستحدد مصير الحضارة الإنسانية للعقود الآتية".
وانتهى رئيس الجمهورية إلى أنّ "الجزائر ستظل بما حَبَاهَا اللهُ من مقدرات، مُناصرةً لكل الجهود التي تضعُ نُصْبَ أولوياتِها تعزيزَ التعاون الاقتصادي بين دولِنا لتنال نصيبَها المشروع من التنمية، ولتتبوءَ المواقع اللائقة بها في منظومة العلاقات الاقتصادية العالمية، ولتُساهم، بالقدر الممكن، في تحقيق تطلعات شعوبِنا وفي بناءِ مستقبلٍ مِلْؤُهُ الأمنُ والتنميةُ والرخاء مع باقي شعوب المعمورة.