"اتهلاو في الجزائر".. قوجيل يوجّه رسالة وداع

ترأس صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، صباح اليوم، اجتماعاً تنسيقياً بمقر المجلس، جمعه برؤساء المجموعات البرلمانية وممثلي الأحزاب السياسية الممثلة بالغرفة العليا للبرلمان، وقد تميز اللقاء بكلمة وداع مؤثرة ألقاها قوجيل، بعد انتهاء عهدته، عبّر فيها عن فخره واعتزازه بتولي رئاسة المجلس خلال مرحلة حساسة من تاريخ الجزائر.

وأكد قوجيل أن تنصيبه في هذا المنصب الرفيع كان شرفاً عظيماً ناله بثقة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيراً إلى أن عهدته تزامنت مع فترة مفصلية أعقبت الحراك الشعبي، حيث عمل على تجسيد تطلعات الشعب الجزائري وتعزيز المسار الديمقراطي ضمن مشروع بناء الجزائر الجديدة واحترام الذاكرة الوطنية،

وقال قوجيل بنبرة مؤثرة: “أغادر المسؤولية مرتاح الضمير، مطمئن القلب، وأوصيكم بوصية الشهداء”، في إشارة واضحة إلى التزامه العميق بالقيم الوطنية ووصايا رموز الثورة التحريرية.

وجاء في الرسالة التي نُشرت اليوم عبر الصفحة الرسمية لمجلس الأمة على فيسبوك، “منحني عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، ثقته فشرفتموني باختياري لرئاسة مجلس الأمة، فأتحتم لي بذلك فرصة مواصلة خدمة وطني وشعبي عبر هذه المؤسسة الدستورية الموقرة، والتي توليت رئاستها في ظرف وطني عظيم يؤرخ لبداية مرحلة جديدة في الجزائر”.

وأضاف “إني لأعتز بكون عهدتي على رأس مجلس الأمة، والتي باشرتها في 09 أفريل 2019، قد رافقت مسارا وطنيا جديدا بعد حراك أصيل مبارك، انساب بسلميته في كل ربوع البلاد وطالب بالتغيير وباقتلاع جذور الفساد من هذه الأرض الطاهرة، لتعود أمانة الشهداء إلى سبيل الرفعة والقوة والازدهار”.

وفي معرض رسالته،أكد على عودة نوفمبر في جزائر شامخة كاملة الاستقلال، مهابة بمواقف سيدة، يعلو فيها الحق وتصان الكرامة والحقوق، ويسود فيها السلم والعدالة الاجتماعية.

علاوة على ذلك، لفت صالح قوجيل، إلى أن مجلس الأمة “كان المنبر الصادق الذي انهالت عبره شهاداته التاريخية من أجل إثراء الذاكرة الوطنية بالحقيقة، مضيفا أنه واصل النضال الدائم من أجل الجزائر، “نضال بدأته شابا فتيا بين أحضان الحركة الوطنية، ثم مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني واستكملته بتلبية نداء الواجب في كل المسؤوليات التي أوكلت لي”.

واضاف "وها أنا اليوم  غادر إحداها مرتاح البال والضمير حامدا الله على ما هداني… فقد أخلصت وقدمت ما استطعت بفضل عون الله وبمساهماتكم والتزامكم وانضباطكم والتفافكم حول مصلحة الوطن والشعب رغم اختلاف الانتماءات الحزبية والرؤى السياسية.. أغادر مطمئن القلب”.

وفي ختام رسالته، توجّه قوجيل بجزيل الشكر والعرفان إلى كافة أعضاء المجلس، وإلى مسؤولي الهياكل الإدارية وأعوان المؤسسة، مشيداً بجهودهم وتفانيهم في أداء مهامهم، ومؤكداً أنهم جزء لا يتجزأ من عائلة المجلس الكبرى. وأعرب عن ثقته بأن الجزائر لن تُخيّب أبناءها المخلصين، مؤكداً أنه يغادر منصبه مطمئن القلب، واضعاً بين أيدي الجيل الجديد رسالة الشهداء.

واختتم كلمته بالتضرع إلى الله أن يوفق أعضاء المجلس في مواصلة مهامهم، وأن يوفق الجزائر لما فيه الخير، داعياً إلى التمسك بوصية الشهداء: “الوفاء للجزائر”.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس كتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، ساعد عروس، ترشيح عزوز ناصري لمنصب رئيس مجلس الأمة، خلفاً لقوجيل.

وأوضح عروس، في تصريح صحفي بعد انعقاد الجلسة العامة المقررة، أن كتلته، التي تحوز الأغلبية داخل المجلس، اختارت ناصري ليكون مرشحها الرسمي، مشيراً إلى أن فرصه قوية لتولي المنصب نظراً لحجم الدعم المتوقع من باقي أعضاء المجلس، وفي خطوة لتعزيز الانفتاح الإعلامي للمجلس،

أشرف قوجيل أيضاً على إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد لمجلس الأمة، والذي وصفه بأنه يمثل “إضافة نوعية” من حيث إبراز دور المجلس كمؤسسة دستورية تساهم في تقديم الاقتراحات وتثمين الإنجازات. وأكد أن هذه المبادرة تتماشى مع التحديات الإعلامية الراهنة، في ظل تصاعد الحروب الإعلامية،

مشدداً على أهمية تمكين الإعلام الوطني من أداء دوره في مواجهة التضليل والتلاعب بالرأي العام، وقد تم تطوير المنصة الإلكترونية الجديدة من قبل طاقم من إطارات وموظفي المديرية العامة للإعلام الآلي والسمعي البصري بالمجلس، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة، لتحل محل الموقع الإلكتروني القديم الذي يعود إنشاؤه إلى سنة 2002،

ويُرتقب أن يعقد مجلس الأمة، الغد الإثنين ، جلسة علنية ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف صباحاً، سيتم خلالها تنصيب الأعضاء الجدد في إطار عملية التجديد النصفي لأعضاء المجلس، وفقاً لأحكام المادة 133 من الدستور والمواد من 2 إلى 5 من النظام الداخلي لمجلس الأمة.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -