
رافعًا صورة أبناء الطبيبة آلاء النجار.. بن جامع: حتى الأمل نفسه لا يستثنى من آلة القتل الصهيونية
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسته الشهرية الدورية المفتوحة، تليها مشاورات مغلقة، لمناقشة “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، مع تركيز خاص على العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.
وألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، كلمة حول الوضع في فلسطين المحتلة، تحدث فيها بتأثر بالغ، عن مأساة عائلة الطبيبة الفلسطينية الدكتورة ألاء النجار، التي فقدت تسعة من أطفالها العشر في يوم واحد في قصف صهيوني دمّـر منزل العائلة، بينما كانت الطبيبة تمارس عملها في مركز ناصر الطبي، بخان يونس.
وقال بن جامع في كلمته ” في صبيحة يوم الجمعة، غادرت الدكتورة ألاء النجار منزلها نحو عملها في مستشفى ناصر بغزة ولم تكن تعرف أنها ستكون المرة الأخيرة التي ستودع فيه أبناءها التسعة “.
وأضاف: "أبناء الدكتورة نجار الذين راحوا ضحية القصف أكبرهم سنا عمره 12 سنة والأصغر لم يتعد ستة أشهر و لم يكونوا أفرادا من مركز قيادة ”حماس“”.
وواصل بن جامع يقول "بينما كانت الدكتورة نجار تدفن أبناءها، كان زوجها في غرفة الانعاش ونأمل أن يبقى على قيد الحياة".
وفي مشهد مروع آخر -يضيف بن جامع- الطفلة وردة الشيخ خليل و عمرها ست سنوات حاولت أن تهرب من النيران التي تلف مدرستها و مأواها بعد ضربة جوية اسرائيلية، ذلك الملجأ الذي كان يفترض المدنيين النازحين قد تحول الى محرقة حقيقية، اما واخوتها قتلوا ووالدها يتمسك حاليا بالحياة.
وزاد يقول "أمل غزة يستثنى.. لا الأطباء ولا نساء ولا اطفال ولا مهجرين.. حتى الأمل نفسه لا يستثنى".
و أكّد السفير بن جامع، أنّ الجزائر تتحمّل مسؤوليتها، و هي عازمة على دفع المجلس للتحرك، لأنّ ” وقت الشلل قد ولى“.
و أضاف في هذا الصدد ” لا يمكن لسلم عادل ودائم أن يقوم من دون تحقيق حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة كما أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أنه علينا أن نتحرك بشكل حاسم لإنهاء الظلم التاريخي المستمر الذي أُنزل بالشعب الفلسطيني. وعلينا وبشكل ملحّ أن نعيد إحياء عملية السلام التي تواجه حاليا مأزقا غير مسبوق “.
ويواصل الوضع الإنساني في القطاع تدهوره بوتيرة متسارعة، في ظل الحصار الشامل الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني والذي حال دون دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
ومنذ استئناف العدوان العسكري في 18 مارس الماضي، بعد وقف إطلاق نار دام أكثر من شهرين، كثّف الكيان الصهيوني غاراته الجوية ووسّع نطاق اجتياحه البري لقطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 3901 فلسطيني وإصابة 11088 آخرين وبلغت الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب أرقام غير نهائية، نحو 54056 شهيداً و123129 مصاباً، إلى جانب الدمار الواسع للبنية التحتية المدنية والنزوح الجماعي الواسع.