
عطاف: "الجزائر تظل على يقين بأن سياسات الأمر الواقع لم تفلح ولن تفلح يوما"
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطّاف، أن علاقة الجزائر بمنظمة الأمم المتحدة “متجذرة ومتميزة”، مذكرا بأن أن أول قضية سجلت في المنظمة تتعلق بتصفية الاستعمار كانت القضية الجزائرية نفسها، في سابقة إجرائية تعكس عمق ارتباط الجزائر بمسار الشرعية الدولية.
وخلال احتفالية يوم الدبلوماسية الجزائرية، نقل عطّاف تهاني رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الأسرة الدبلوماسية، مذكرا بفضل الدول الصديقة التي دعمت إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقول "نحن لا ننسى فضل الدول الـ13 الصديقة التي بادرت في مؤتمر باندونغ وأمرت بوضع قضيتنا في جدول الأمم المتحدة".
وأشار الوزير إلى أن ما يحز في النفس اليوم هو ما تواجهه منظمة الأمم المتحدة من “مشاكل جسام وممارسات لا تمت بصلة إلى الصالح الدولي”، مؤكدا أسفه لأن “يداس ميثاق الأمم المتحدة وينتهك القانون الدولي، وتطغى الممارسات الأحادية” التي تضعف النظام متعدد الأطراف.
وأضاف "اليوم يحز في أنفسنا أكثر من غيرنا ما تواجهه منظمة الأمم المتحدة من تحديات أخفتت صوتها وغيبت دورها، يحز في أنفسنا أن ينتهك القانون الدولي ويقلل من شأنه وهو الذي وُضع ليكون الضامن للعيش السلمي، ويحز في أنفسنا أن تطغى الممارسات الأحادية على حساب التكامل الدولي متعدد الأطراف".
وشدد عطّاف على أن الجزائر من بين الدول التي تؤمن بأن الخروج من هذه “الحالة من التيهان” يمر عبر “إعادة الاعتبار للأمم المتحدة ومقاصد ميثاقها”، مبرزا أن توجهات الجزائر الراهنة تتجلى بوضوح من خلال نشاطها داخل مجلس الأمن الدولي، حيث “أثبتت مواقفها أنها لا تملى عليها من مصالح ضيقة أو آنية”.
وأضاف أن الجزائر دفعت مجلس الأمن إلى “تحمل مسؤولياته كاملة” في معالجة القضايا الدولية العادلة، انطلاقا من قناعة راسخة بضرورة إنصاف الشعوب في فلسطين والصحراء الغربية وتمكينها من حقوقها غير القابلة للمقايضة.
وفي السياق، ذكر عطّاف بأن الجزائر كانت أول دولة اعترفت بدولة فلسطين، وأن المجتمع الدولي “يهتدي اليوم إلى المسار الذي وضع هنا في الجزائر”، معتبرا أن الزخم المتزايد من الاعترافات الدولية بفلسطين “اعتراف بأنه لا مفر من هذا المسار لإنهاء الصراع”.
أما بخصوص قضية الصحراء الغربية، فأكد الوزير أن الجزائر تواصل دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم، مشيرا إلى أن العقود الخمسة الماضية “أنصفت رجاحة الموقف الجزائري وأثبتت أن القضية لا يمكن أن تحل بتجاهل حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
وختم عطّاف بالتأكيد على أن الجزائر “تظل على يقين بأن سياسات الأمر الواقع لم تفلح ولن تفلح يوما”، مجددا تمسكها بثوابتها الدبلوماسية القائمة على دعم القضايا العادلة وإعلاء صوت الشرعية الدولية.