الفائزة بجائزة نوبل للسلام وعلاقتها بالكيان الصهيوني.. من هي ماتشادو؟

كشفت تقارير اعلامية اليوم الجمعة عن علاقة مفاجئة بين الفائزة بجائزة نوبل للسلام المعلرضة الفينزويلية ماريا كورينا ماتشادو وحزب "الليكود" الصهيوني برئاسة النتن ياهو.

وفور الإعلان عن النبأ، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تبرز مواقف ماتشادو المؤيدة للكيان الصهيوني، وتؤكد أنها من أبرز الداعمين له في فنزويلا.

 ويُذكر أن العلاقات بين فنزويلا والكيان مقطوعة منذ 2009، عندما قرر الرئيس الراحل هوغو شافيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل على خلفية عدوانها على غزة.

 وبعد ظهر اليوم، كتبت ماتشادو في منشور على منصة "إكس": "نحن على وشك النصر واليوم، أكثر منا في أي وقت مضى، نثق في الرئيس ترامب، ومواطني الولايات المتحدة، ومواطني دول أمريكا اللاتينية والدول الديمقراطية في العالم كحلفاء رئيسيين لنا لتحقيق الحرية والديمقراطية. أهدي هذه الجائزة للمواطنين الفنزويليين الذين يعانون وللرئيس ترامب لدعمه القاطع لقضيتنا!"

وأثار فوز ماتشادو اهتماما خاصا في الكيان بسبب علاقاتها الوثيقة بتل أبيب ومع حزب الليكود. ففي 2020، وقّعت، بصفتها زعيمة حزب "فانتا فنزويلا (Vente Venezuela)"، على اتفاقية تعاون مع حزب الليكود برئاسة نتنياهو. كان الهدف من الاتفاقية، التي وقّعها إيلي فيريد حزان - الذي كان آنذاك مدير قسم العلاقات الخارجية في الليكود وحالياً سفير إسرائيل لدى سنغافورة - هو تعزيز الروابط بين شعبي فنزويلا وإسرائيل، مع التأكيد على القيم المشتركة للحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر. كما وعدت الوثيقة بالتعاون في مجالات الاستراتيجية، والجغرافيا السياسية، والأمن، واعتُبرت أول اتفاقية من نوعها بين حزب فنزويلي وحزب إسرائيلي.

ووصف حزب "فانتا فنزويلا" هذه الخطوة في ذلك الوقت بأنها "خطوة تاريخية وهامة جدا"، تهدف إلى توجيه رسالة إلى نظام مادورو وحلفائه في إيران بشأن التحالفات الاستراتيجية للمعارضة. واعتُبر الاتفاق جزءا من جهد أوسع تبذله ماشادو لمواجهة التأثير الإيراني في فنزويلا، وترسيخ موقعها في محور غربي واضح. جاء في الوثيقة: "الهدف هو التقريب بين شعبي الكيان وفنزويلا مع تعزيز القيم الغربية المشتركة".

وعبّرت ماتشادو على مر السنين عن التزامها غير المشروط تجاه الكيان الارهابي. فقد صرحت بأنه إذا تم انتخابها رئيسة، فإنها "ستنقل سفارة فنزويلا إلى القدس لدعم إسرائيل" – وهي خطوة من شأنها أن تشير إلى استئناف العلاقات التي انقطعت في عام 2009 في أعقاب عملية "الرصاص المصبوب".

وفي عام 2018، خاطبت نتنياهو مباشرة بطلب للتدخل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم التدخل في فنزويلا، وفي شهر جانفي من هذا العام، أجرت محادثات فيديو مع وزير الخارجية جدعون ساعر، إلى جانب المرشح الرئاسي إدموندو غونزاليس. وفي الشهر التالي التقى الاثنان في ألمانيا، وأعلن غونزاليس عن نيته زيارة الكيان، وهي علامة أخرى على التحالف المتزايد بين المعارضة الفنزويلية والقدس.

وهنأ إيلي فيريد حزان، الذي وقع الاتفاقية مع ماتشادو، من سنغافورة قائلا: "أحر التهاني لصديقتنا ماريا كورينا ماشادو. لقد كانت من أوائل من طلبوا في فنزويلا إقامة علاقات مع إسرائيل انطلاقا من إدراك أننا كصغار مهمون للعالم كله. كنا نأمل أن يحصل الرئيس ترامب على الجائزة، وبما أنه لم يحصل عليها، فعلى الأقل حصلت عليها هذه المرأة العظيمة، التي تكافح لتحرير شعبها من نير قوة مظلمة".

وحسب التقرير العبري، يرى مؤيدو ماتشادو في التحالف مع الكيان خطوة استراتيجية. وقد قالت متحدثة باسم حزبها: "العلاقة مع إسرائيل هي رسالة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: لدينا حلفاء أقوياء".

ورأى التقرير أن الفوز بجائزة نوبل، التي تبلغ قيمتها حوالي مليون دولار، يضع ماتشادو كحليفة فريدة للكيان في أمريكا اللاتينية. وقالت ماتشادو بعد الفوز: "هذا النصر ملك للشعب الفنزويلي ولحلفائنا في العالم الحر، بما في ذلك إسرائيل".

وماتشادو مدعومة في الأساس من الولايات المتحدة الأميركية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي المعادي لأميركا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال مادورو، متهمة إياه بأنه "أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم"، وفقا لموقع قناة "بي بي سي".

من نفس القسم تعـاون دولـي