مسؤولة فرنسية رفيعة المستوى تزور الجزائر قريبا

من المنتظر أن تقوم الأمينة العامة لوزارة الخارجية الفرنسية آن ماري ديكوت، بزيارة رسمية إلى الجزائر، خلال الأيام المقبلة، كخطوة أولى تمثل بداية الانفراج في الازمة بين البلدين. 

ويتوقع مراقبون أن يشكل توجه المسؤولة الفرنسية رفيعة المستوى إلى الجزائر بداية لطي خلافات شديدة بين باريس والجزائر، حيث تعود آخر زيارة لمسؤول فرنسي رفيع إلى الجزائر إلى السادس من أفريل 2025، حينما زار وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجزائر واستقبل من طرف الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، وكانت أول زيارة لمسؤول فرنسي بهذا المستوى منذ نحو ثمانية أشهر من القطيعة الثنائية.

وكان مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي نيكولا ليرنر قد اشار في مقابلة مع إذاعة "فرنس إنتر"، الاثنين الماضي، إلى وجود "إشارات تُعبر عن استئناف الحوار".

وأضاف: "فرنسا مستعدة لذلك، وقد كانت دائماً مستعدة.."، مؤكدا أنه "ليس من مصلحة أي من البلدين البقاء في حالة الجمود هذه"، مشيراً إلى أن باريس والجزائر "غارقتان منذ صيف 2024 في أزمة خطيرة للغاية، ربما الأخطر منذ استقلال الجزائر عام 1962"، لكنه شدد على أن "قنوات الاتصال لم تنقطع أبداً".

وتابع: "لقد وصلنا إلى أدنى مستوى من التعاون العملياتي في مجال مكافحة الإرهاب. ومع ذلك أعتقد أنه لو كانت الأجهزة الجزائرية قد تمكنت من كشف تهديد على الأراضي الفرنسية لأبلغتنا به، وذلك بفضل القنوات التي حافظنا عليها".

وحول هذا الموضوع بالتحديد، دعا وزير الداخلية لوران نونييز نهاية الشهر الماضي إلى استئناف الحوار الأمني مع الجزائر، مؤكداً أن توقف التعاون في مجال محاربة الإرهاب في الساحل وتبادل المعلومات حول متطرفين مشتبه بهم فوق التراب الفرنسي "يثير قلق باريس".

وقال: "في وقت سابق عندما كنت محافظ شرطة باريس أثمر التعاون بيننا عن إحباط عمليات إرهابية في فرنسا".

كما كشف نونييز عن دعوة من نظيره سعيد سعيود لزيارة الجزائر، من دون أن تعلن الجزائر رسمياً عن هذه الزيارة المفترضة.

من جهة أخرى، أظهر رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو رفضاً للنزول عند رغبة نواب اليمين المتطرف بشأن نقض اتفاق الهجرة من خلال لائحة صوَّت عليها البرلمان في 31 من الشهر الماضي.

ورأى مراقبون في تصريحات لوكورنو رغبة في ترميم العلاقات، بعد جمود لم تشهده منذ نهاية الحقبة الاستعمارية.

اضافة إلى المؤشرات السابقة الذكر، أصدر الرئيس عبد المجيد تبون اليوم الاربعاء، وتجاوبا مع طلب الرئيس الألماني، عفوا عن الكاتب بوعلام صنصال الذي كان سجنه في الجزائر احد أبرز التي ساهمت في تأزيم العلاقات بين البلدين.

ومباشرة بعد اعلان الرئاسة الجزائرية لقرار الرئيس تبون، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن "ارتياح" الحكومة بعد إعلان الجزائر.

 وتحدّث لوكورنو أمام أعضاء البرلمان عن "ارتياحه لإعلان السلطات الجزائرية العفو عن بوعلام صنصال"، مضيفاً أنّه يأمل أن يتمكّن الكاتب من "الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن" و"تلقّي الرعاية".

 

 

 

من نفس القسم تعـاون دولـي