قوى الشر.. البويدق فرحات مهني وحلم تقسيم الجزائر

زكرياء حبيبي

في مقالات سابقة، لطالما أكدنا على الروابط الوثيقة بين فرنسا الاستعمارية الجديدة وحليفها الصهيوني والبيدق المغربي، ومنظمة الماك الإرهابية، التي تتمتع بجميع التسهيلات اللازمة للحركة والدعاية وتمويل الأنشطة الإجرامية والتخريبية. والهدف هو تفكيك الدولة الوطنية الجزائرية من قبل القوى الاستعمارية الجديدة والكيان الصهيوني، بدعم من الأنظمة المنبطحة والوظيفية، أي المخزن والإمارات العربية المتحدة.

فقد سبق وأن اعترف الإرهابي فرحات مهني بدعم الإمارات لتنظيمه الإرهابي، وهو الذي طالب بدعمها بعظمة لسانه، قبل سنة من اليوم. كما تزامنت دعوة الماك الإرهابية، لإعلان "انفصال القبائل يوم 14 ديسمبر"، مع زيارة محمد السادس إلى الإمارات، ولا شيء يحدث بالصدفة.

إن القوة الاستعمارية السابقة، المهووسة بنموذجها الاستعماري الجديد، لا يمكنها أن تهضم بأن الجزائر وشعبها ومؤسساتها تعمل بلا كلل من أجل بناء دولة ذات سيادة ومستقلة، وفية لمبادئها ولتضحيات شهدائها الأبرار إبان الحقبة الاستعمارية والعشرية السوداء، ومجاهديها البواسل في الأمس واليوم، والمُصرة بعزيمة منقطعة النظير على إسماع صوت الحرية والعدالة والسلام.

وفي هذا السجل، من المهم الإشارة إلى العمل العدائي الذي يستهدف الجزائر والذي قام به السير ليام فوكس، رئيس اتفاقيات إبراهيم للمملكة المتحدة ووزير الداخلية البريطاني الأسبق (بيدق نظام المخزن) وإريك بيكلز، رئيس أصدقاء الكيان الصهيوني في مجلس اللوردات. ويقود هذان المرتزقان السياسيان الآن حملة لدعم منظمة ماك الإرهابية على مستوى المؤسسات العامة البريطانية، وهو ما لا يقل فظاعة عن حملة دعم مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني خلال حرب الإبادة التي شنها جنرالات الكيان الصهيوني في قطاع غزة.

وفي فرنسا، لا يخفى على أحد، أن منظمة الماك الإرهابية، تحظى وتستفيد من دعم النظام الفرنسي ودولته العميقة، ودعم اللوبيات الصهيونية وشبكاتها. وفي هذا الصدد، من المهم تسليط الضوء على الروابط الوثيقة بين منظمة الماك الإرهابية وحركة بيتار الإرهابية، حيث أن المروج الرئيسي لهذه الإستراتيجية السياسية "العرقية" ليس سوى الفاشي جاك كوبفر، الرئيس السابق لهذه المنظمة الإرهابية المرتبطة بحزب الليكود في فرنسا.

وقاد جاك كوبفر المنظمة الصهيونية العالمية، وكان عضوا في مجلس إدارة الوكالة اليهودية ورئيسًا لحزب الليكود العالمي. كما أن جاك كوبفر هو مؤسس الجمعية النازية "إسرائيل إلى الأبد"، التي ترأسها الآن ابنته الفاشية نيلي كوبفر. نيلي كوبفر، لمن لا يعرفها، هي الصهيونية الفاشية التي روّج لها الإعلام الفرنسي لتمجيد الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الجنرالات الإجرامي في تل أبيب.

فبالإضافة إلى احتجاجها بفخر على الحدود المصرية لمنع شاحنات المساعدات الإنسانية من دخول غزة، أين نظمت حفلا بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وكان ضيف الشرف فيه وزير مالية الكيان الصهيوني ومجرم الحرب، بتسلئيل سموتريتش. علاوة على ذلك، لا بد من التأكيد على أن اللوبي الصهيوني لعب دورا فاعلا في عرقلة طلب تسليم الإرهابي أكسل بلعباسي، المنبوذ من عائلته والذراع الأيمن لزعيم منظمة الماك الإرهابية، إلى الجزائر.

وكان اللوبي الصهيوني نفسه وراء استقبال الإرهابي فرحات مهني في مجلس النواب الفرنسي في أفريل الماضي. وتضم منظمة الماك الإرهابية أيضا من بين مؤيديها المروج المثير للجدل لـ "من يقتل من" باتريك بودوان، رئيس الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان (LDH) والرئيس الفخري للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH)، والذي ابتلع لسانه أثناء الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها عصابة فرحات مهني (أعمال إرهابية وحرائق غابات ارتكبت في عدة ولايات من البلاد في صيف عام 2021).

وأصبح باتريك بودوان محاميا للإرهابي فرحات مهني بعد أن كان المدافع الشرس عن المنظمات الإرهابية، التي يتطابق هدفها مع هدف المنظمة الإرهابية الماك، لتقسيم الجزائر وتفكيك الدولة الوطنية الجزائرية. ختاما، يتوجّب أن يعي هؤلاء المتآمرين الحاقدين على استقلال الجزائر وسيادتها، أن زمن اللعب بورقة الهوية في الجزائر الجديدة قد ولى وإلى الأبد، والأمازيغ في الجزائر، هم أسياد، ودورهم في تاريخ الثورة الجزائرية كان حاسما، في رسم مستقبل الجزائر المُستقلّة، وقادة الأمازيغ في الجزائر، وفي فجر الإستقلال، وبمُجرّد أن شنّ القصر الملكي المغربي حربه على الجزائر "حرب الرمال" سنة 1963، تناسوا خلافاتهم الدّاخلية، وانطلقوا صوب الحدود الجزائرية المغربية لردّ العدوان المغربي، والدفاع عن سيادة الجزائر المُوحّدة.

والأكيد والمؤكد، أنّ أبناء وأحفاد الأمازيغ الأحرار في الجزائر، الذين وقفوا في وجه فرنسا الاستعمارية وعدوان المخزن سنة 1963، سيُوجّهون أقوى صفعة لقوى الشر هذه وبيادقها، التي تحلم بتقسيمنا وتفتيتنا.

من نفس القسم سيـاســة وأراء