وضمن تحليلها، ذكرت الصحيفة بأن يوم 16 ماي الذي يرمز الى اليوم العالمي " للعيش معا في سلام" هو مبادرة عرضتها الجزائر على الجمعية العامة للأمم المتحدة للاستفادة من تجربتها في مجال المصالحة الوطنية، وترى نفس الصحيفة أنه " بفضل احياء هذا اليوم يمكن للعالم الاستفادة من خبرة الجزائر " الفريدة من نوعها" و التي عرفت كيف تحقق انتقالا من بلد ممزق بسبب الإرهاب إلى بلد مبادر بالوفاق و المصالحة و الإدماج.
من جهة أخرى، أبرزت الصحيفة مقاومة الشعب الجزائري و قوات الأمن التي سمحت بالانتصار على الارهاب و تعزيز السلم في الوقت الذي كانت فيه اهتمام المجتمع الدولي متجها نحو أفغانستان و العراق.
في هذا الصدد، أكدت اليومية النرويجية على بصيرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي بادر منذ انتخابه سنة 1999 باستراتيجية شاملة تهدف إلى دحض التطرف العنيف و علاج أمة مجروحة.
وأوضحت الصحيفة أنه في تلك الفترة التي " أراد فيها دعاة التشاؤم اسناد فرضيتهم حول نزاع بين الحضارتين الغربية و الاسلامية، فضل الرئيس الجزائري رؤية العالم و هو يعيش معا و يمضي نحو السلم والتفاهم و الحوار".
كما وصفت الجريدة " النموذج الجزائري المبتكر للعدالة التصحيحية و استراتيجية مكافحة الارهاب بالنموذج المرجعي عبر العالم الذي يقوم على مقاربة متعددة الأبعاد في مكافحة الارهاب باشراك حلول ديبلوماسية و قانونية و اقتصادية و عسكرية مدعمة ببرامج في مجال التصدي للتطرف و اعادة الادماج.
في هذا الخصوص، أشارت نفس الصحيفة الى أنه خلال السنوات الأخيرة صادقت الجزائر على عدة قوانين تعزز التلاحم الاجتماعي و تنوع الامة خاصة من خلال تكريس الأمازيغية لغة وطنية رسمية و إنشاء أكاديمية جزائرية للغة الأمازيغية و ترقية دور المرأة في المجتمع.
وعلى الصعيد الدولي، "سعت الجزائر باهتمام كبير الى ترقية نفس مبادئ العدالة التصحيحية و المصالحة من خلال المشاركة في المباحثات حول السلام بين الفصائل المتخاصمة في النزاعات في كل من مالي وتونس و ليبيا" حسب الصحيفة.
وقد وصفت نفس الجريدة اليوم العالمي " للعيش معا في سلام" ب " يوم للتحرك من أجل انجاح الجهود الدولية للجزائر في تمرير رسالة سلام و تلاحم من جهة و كمبادرة بأنه يمكن للأمم الأخرى التي تواجه ظاهرة التطرف العنيف انتهاج نفس الطريق".
و في الأخير، دعت اليومية الرأي العام الى التفكير في الكلمات التي أدلى بها الرئيس بوتفليقة خلال ندوة يونسكو سنة 2005 حول الحوار بين الحضارات و التي قال فيها أن " حلمنا يتوقف على قدرتنا على فهمنا لبعضنا البعض و قبول الأخرين بكل تنوعهم و هو تنوع قد يكون مصدرا لتقدم الانسانية".