ردّ الإعتبار ولمّ "الإخوة الفرقاء".. التحدّي الجديد في البيت العتيد !

بقلم/ كنزة خاطو

كلّ شيء لم يكُنْ متوقّعاً، ولا أحد تنبّأ !

المعادلة بسيطة ومعقّدة في آن واحد، كلّما مرّت الأيّام، الساعات، والدقائق، في البيت العتيد، تتغيّر بموجب هذه "الأزمنة"، خارطة طريق..

إلّا أنّ الغموض و"السوسبانس" زال أخيرا: المكان مقرّ حزب جبهة التحرير دائما، والزمان اليوم الأحد بعد الزّوال.

 تاريخ اليوم، كان بمثابة المحطّة المهمّة في البيت العتيد، فبعد أيّام من الترقّب، عمّن سيسيّر الحزب "رسمياً"، بعد "استقالة" و"إقالة" الأمين العام السابق جمال ولد عبّاس، تقرّر أخيرا تنصيب هيئة تنسيقية لتسيير الحزب، يرأسها رئيس المجلس الشّعبي الوطني، معاذ بوشارب.

مباشرة بعد الإعلان عن تنصيب هيئة التنسيق، قالها بوشارب وعلامات الثقة بادية على وجهه ولغة خطابه: "الرئيس بوتفليقة من أعطى تعليمات بإنشاء هذه الهيئة".

وعودةً إلى موضوع الأيام، الساعات والدقائق، التي تمرّ على البيت العتيد، مهمّة لا تُحسدُ عليها هيئة التنسيق، خلال الأيام المقبلة، خاصّة وأنّ التعليمة، أُصدرت من طرف رئيس الجمهورية ورئيس الحزب، عبد العزيز بوتفليقة، تنصّ بلملمة الشّمل، وإعادة الإعتبار للعمل النضالي في الأفلان.

ويرى مراقبو "السّاعة"، أنّ الرئيس بوتفليقة يقصد بـ "لملمة الشمل" و"إعادة الإعتبار" لا محالة: إعادة لم شمل الإخوة الفرقاء في الحزب مع إرجاع جميع المناوئين لولد عباس وسابقيه من الأمناء العامين من القواعد النضالية، للعمل تحضيرا للاستحقاق الرئاسي المقبل.

فهذا "المولود الجديد" أي هيئة التنسيق بالحزب، مُطالبٌ اليوم قبل الغد، بإعداد خارطة طريق لإعادة الافلان إلى خطّه الأصيل، وإقناع الإخوة الفرقاء بترك الصراعات جانباً، من أجل إنجاح الموعد الإنتخابي المُقبل.

يحدث هذا، بعد شهر من لملمة المنتخبين السابقين للأفلان، في شكل جمعية، جمعت "إخوة فرّقهم زمن ما"، وباشروا لقاءاتهم في عدد من الولايات.

ويحدث هذا أيضاً في وقتٍ كان الأفلان قبل سنة من الآن، أي الإنتخابات التشريعية الماضية، قد تراجعت نتائجه مقارنة بالتشريعيات التي سبقت، خسارة أرجعها العام والخاص، للتهميش والإقصاء الذي طال الحزب، في زمن تشتّت فيه بعض من قواعده النضالية، وهروب عدد من كوادره بسبب أو بآخر !

وعليه فالأيام فقط والساعات إلى الدّقائق، ستكشف: هل تُوفَّق القيادة الحالية للجبهة، في التحدّي المرفوع أو "التعليمة الصارمة" للرئيس بوتفليقة، في لملمة شمل الحرس القديم للعتيد، مع التحضير لمؤتمر استثنائي يسترجع من خلاله الافلان غالبية كوادره، ومن ثمّ إلى سابق عهده، أو العكس؟!

إلى حين.. تبقى عقارب الساعة تدور في البيت العتيد، وتَعِدُ ربّما بالجديد الذي قد لن يكون مُتوقّعا ولا أحد يتنبّأ به!

 

من نفس القسم صحة وعلوم