المنظمات الطلابية.. إلى أين؟

باتت المنظمات الطلابية تشكل صداعا رهيبا لمسؤولي الجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعدما انحرفت أغلبها عن دورها الأساسي المتمثل في الدفاع عن مصالح الطلبة وتمثيلهم في المحافل الوطنية والدولية وأمام المسؤولين، وأصبحت مجرد أداة في يد بعض "الفاشلين" من الطلبة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة تمتد في كثير من الأحيان الى السعي نحو "تسييس" الجامعة واستغلال تمثيلهم الواسع فيها للعبث بعقول الطلبة وتلويثها بأفكار دخيلة عن الجزائر. لم يتوانى الكثير من العارفين بخبايا الحرم الجامعي في الأونة الأخيرة، عن نشر غسيل المنظمات الطلابية التي بات سلوكها يشكل مصدر قلق للكثيرين خاصة منهم الطلبة، الذين أصبحوا يتساءلون في كل مرة عن الدور الذي تلعبه المنظمات الطلابية في المحيط الجامعي كون تأثيرها الإيجابي قد تراجع بشكل ملفت في السنوات الاخيرة وأصبح انحرافها عن مسارها ووظيفتها الحقيقية مسجلا لدى العام والخاص. ولعل ما دفعنا للحديث عن ذلك، هو الكم الهائل من القضايا غير القانونية التي وجدت العدالة طرف خيطها مربوطا بأحد ممثلي الطلبة بهذه المنظمات، وعلى رأسها قضايا استنزاف الأموال العمومية بطرق ملتوية ولا أخلاقية على مستوى الإقامات الجامعية، فكم من قضية سجلت في أروقة العدالة حول سرقة المواد الغذائية واعادة بيعها وهذا بتواطؤ مع مدراء الإقامات الجامعية ولعل أخرها ايقاف مصالح الأمن لحافلة بها اربعة طلبة وكمية كبيرة من علب الجبن والكاشير وبعد التحقيقات تبين أنها مأخوذة من الإقامة على أساس انها وجبة غذاء رحلة للطلبة وهي في الحقيقة موجهة لإعادة بيعها لأحد المحلات بأسعار مخفضة. وزيادة على ذلك، فإنه لا يخفى على أحد بأن المنظمات الطلابية أصبحت تشمل في أغلبها الطلبة الضعفاء في تحصيلهم الجامعي "إلا من رحم ربي"، والذين يحاولون من خلالها خلق سلطة لتعويض رسوبهم العلمي من خلال ابتزاز الأساتذة وممارسة التخويف والترويع على مسؤولي المؤسسات الجامعية باستغلال عضويتهم بالمنظمات الطلابية لإجبارهم على رفع نقاطهم المحصلة في الامتحانات وانجاحهم فيها بطرق غير شرعية لا تختلف عن الغش في شيء. وبعيدا عن التحصيل العلمي، أصبحت الجامعة في نظر هؤلاء مجرد ألية ترفيه عن النفس، بعدما أصبح همهم الوحيد كيفية تنظيم الرحلات بين اعضاءها  والتي تشهد في أغلبها ممارسات لا اخلاقية ولا تمت بأخلاق الطالب بشيء. أحلام.ع

من نفس القسم - صحة وعلوم -