هل عجلت "قُبلة " ماكرون برحيل سلال، بوشوارب ولعمامرة !

الجزائر/ نادية.ب منذ توليه زمام الحكم في فرنسا، يفضل الرئيس إيمانويل ماكرون، ممارسة سياسة الصمت تجاه الجزائر، حيث لم يبد لحد الساعة، أي موقف أو تصريح رسمي إزاء العلاقات الثنائية منذ دخوله قصر الإليزيه، مكتفيا فقط بإتصال هاتفي مع الرئيس بوتفليقة قبيل زيارته إلى مالي. وحديث وزير حكومته للشؤون الخارجية جان ايف لودريان، عن زيارة مرتقبة للرئيس الشاب إلى الجزائر، دون ضبط تاريخها . حاولت الجزائر خلال إحتفالها بالذكرى 55 للإستقلال، إحراج إيمانويل ماكرون، وجس نبض مواقف الرئيس وليس المرشح، فذكرته بالتزاماته السابقة حيال ملف الذاكرة بين البلدين، مستغلة تلك الوعود التي أطلقها خلال زيارته إلى الجزائر فيفري الفارط في إطار حملته الانتخابية. تلك الدعوات لم تصل للضفة الأخرى على ما يبدو، بدليل أن ردة الفعل غائبة من الجانب الفرنسي، لحد الساعة. وشكلت زيارة ماكرون إلى الجزائر العاصمة كمرشح للرئاسيات الفرنسية، محطة غير عادية، ومنعرجا حاسما في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، والدليل طريقة الاستقبال التي حظي بها من قبل المسؤولين الجزائريين، وتعاطي وسائل الإعلام وقتها مع الحدث ، وكأنه "زيارة رئيس لدولة". ورصدت كاميرات المصورين الطريقة التي عانق بها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، ماكرون، مرفوقة بإبتسامة عريضة، وتعدت تلك اللحظة حماسة الصور. وأعلن لعمامرة في تصريح له: "ايمانويل صديقنا، صديق للجزائر وهذا واقع". لم يكن وزير الشؤون الخارجية السابق الوحيد الذي كسر الطابع البروتوكولي للزيارة، وسار وزير الصناعة السابق، عبد السلام بوشوارب على نفس الخطى وتبادل مشاعر المحبة مع الرجل صاحب 39 سنة ، وكذلك فعل الوزير الأول عبد المالك سلال، ونقل عنه في مجالس مغلقة، أنه تبادل عبارات الغزل مع ماكرون، وعبر عن مباركته للرجل بطريقته الخاصة. تلك المشاهد لم تكن عابرة، وطرحت تساؤلات عن أسباب وخلفيات هذا الاستقبال الرئاسي، ما جعل وسائل الإعلام الفرنسية تخصص حصص تلفزيونية لتحليل "ذلك الاستقبال" . غادر ماكرون الجزائر نحو بلاده، بعد أن حظي بدعم جزائري لدخول قصر رئاسة الإليزيه، وساهمت تلك الزيارة بشكل أو بأخر بتفوقه على منافسته مارين لوبان. توج الشاب ماكرون بتاريخ 7 ماي 2017 رئيسا للجمهورية الفرنسية، ولم تكن تصريحات الجرئية حول الاستعمار عائقا في حصد أصوات الفرنسيين، رغم وصفه بأنه " كان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية". تسلم ماكرون مقاليد الحكم من فرانسو هولند، وإحتفل الفرنسيون بفوز رئيسهم الجديد، كما سارعت الجزائر لمباركة هذا الفوز ووصف الرئيس بوتفليقة ماكرون بـ"صديق الجزائر"، لكن تداعيات إستقبال الجزائر لإيمانويل ظلت تخيم هنا، وربطت مصادر متطابقة التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس بوتفليقة شهر جوان الفارط، مع زيارة ماكرون. رغم أن التعديل تم بعد شهر من فوزه. وشكل رحيل الثلاثي، الوزير الأول عبد المالك سلال ،وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، الحدث، وتساءل كثيرون عن دواعي هذه التغيرات خاصة في حقيبة الخارجية، التي أحسن لعمامرة حسب مراقبين تسير ملفاتها الثقيلة، كالملف الليبي والمالي والصحراء الغربية؟. فهل كانت قبلة هؤلاء لماكرون سببا في إبعادهم ياترى؟ وإذا ما كان ذلك فعلا، فلماذا ياترى؟. الأكيد أن كل الإجابات عن هذه التساؤلات هي تكهنات ليس إلا، وتبقى الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون إلى الجزائر وحدها كفيلة لإستشراف مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وإن ماكانت الجزائر قد أصابت بإعتبار ماكرون "صديقها أم لا"؟

من نفس القسم - صحة وعلوم -