أويحي.. وزير أول لسد الفراغ أم مسؤول بكافة الصلاحيات !

  الجزائر/ نادية.ب رغم مرور أزيد من 10 أيام على تعين أحمد أويحيى خلفا لعبد المجيد تبون في منصب الوزير الأول، إلا أن جدل التغير  وخلفياته والظروف المحيطة به لا تزال قائمة،  وهو ماجعل أويحيى يتريث للخروج إلى العلن وقول كلمته، لأنه لا يزال وزيرا "منقوص الصلاحية" حسب مراقبين، ويحتاج إلى وقت طويل حتى يفرض  نفسه ليس بسبب إفتقاده "للقاعدة الشعبية" بل لأن تصريحات تبون غطت عليه، وظهر وكأنه جاء لسد فراغ المنصب  فقط. بخلاف المرات السابقة  التي قاد فيها أحمد أويحيى، الجهاز التنفيذي، تبدو عودته هذه المرة لتولي نفس المنصب مغايرة تماما، حيث ظهر في ثوب الرجل السياسي الثابت في النظام  الذي لا يتغير بتغير الرجالات، والأكثر من ذلك أنه مستعد لعرض خدماته في كل الظروف والأحوال، وهو ما جعله يبدو "مستهلكا" لدى الرأي العام، أي كلما وجد النظام نفسه في مأزق إستنجد به، بعبارة أخرى:" يصلح دائما لسد الفراغ "، من دون أن ينزعج أو ينحرج، وقالها أويحيى عدة مرات " أنا خدام الدولة" . لكن هذا الرأي، يخالفه فريق أخر، ويذهب للتأكيد بأن أويحيى، له تجربة طويلة في تسير الحكومة، ويختار الخطاب المناسب ويكيفه حسب الظروف، ويدرك جيدا أن خروج تبون من الحكومة، كان بسبب قراراته الإرتجالية التي تلقفها الشارع بصدر رحب لكنها أزعجت جهات في السلطة، وبالتالي فإنه يحرص على أن يكون دبلوماسيا ورجلا محاورا بعيدا عن " الديماغوجية"، لأنه فقد منصبه كمدير ديوان لرئاسة الجمهورية، والأكيد أنه لا يريد خسارة رئاسة الحكومة، والجزائر على مقربة من تنظيم الإنتخابات الرئاسية سنة 2019  التي تعني الكثير لسي أحمد وهو القائل في إحدى المرات، أن الرئاسة هي موعد الرجل مع قدره؟ . وإن كان الحكم على " السي أحمد" سابق لأوانه، لأنه لم يسجل أي خرجة إعلامية لحد الساعة، ماعدا تصريح أدلى به عقب لقائه بالشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين للحكومة التزم فيه بالحياد وإنتقى عبارات دبلوماسية. لكن الأكيد أن أويحيى سيكون أمام أول إختبار له عند عرضه لمخطط عمل حكومته، حيث ستتضح معالم خطته والقرارات التي سيعلن عنها طاقمه الحكومي والتي ستكون لا محال تحت المجهر، بسبب الضائقة المالية التي تمر بها البلاد جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق الدولية، واستمرار تراجع احتياط الصرف وصندوق ضبط الإيرادات، فهل سيكون أويحيى هذه المرة قادرا على التأثير وتغيير نظرة الشارع له، أم أنه مكلف بمهمة وتسيير مرحلة ليس إلا؟.

من نفس القسم - صحة وعلوم -