كاتب وصحفي يراسل الفريق قايد صالح.. لا نريد انقلابا لكن أوقفوا مسار انهيار الدولة الجزائرية

رسالة مفتوحة إلى الڤايد صالح رئيس هيئة الأركان ونائب وزير الدفاع
إيقاف الانهيار لا يعني بالضرورة انقلابا عسكريا
بقلم أحميدة عياشي (صحفي وكاتب)
حضرة رئيس هيئة الأركان ونائب وزير الدفاع أوجه لكم هذه الرسالة في لحظة حرجة يمر بها بلدي،لحظة تعاظمت فيها المخاوف واشتد فيها القلق بالقلوب الحية،وبدا في ظلها مستقبل البلاد غامضا ومثيرا للفزع أمام تضارب المصالح وتنفارها بين العصب في سرايا النظام،وزاد كل ذلك قتامة اختفاء الرئيس من المشهد حتى صار كل كلام مطمئن يفيد بأن الرئيس في حال تسمح له بتسيير البلاد ضربا من الالهاء الكوميدي الرث والكلام الذي لا يصدقه عاقل.
ومادفعني حضر ة رئيس هيئة الاركان للجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الى التوجه اليكم بهذه الرسالة هو دقة الوضع وخطورته لكن ايضا مسؤوليتكم التاريخية التي وضعتكم في قلبها الاحداث والتطورات وماضيكم الذي تضرب جذوره في البعيد باتنتمائكم الى جيش التحرير ومعرفتكم ببوابطن الامور انطلاقا من المسؤوليات التي تقلدتموها خلال كل عشريات الاستقلال.
لقد قرأت باهتمام بالغ تصريحاتكم حول التزام الجيش بروح الدستور وهذا امر تحيون عليه ،لكن سيدي لا اعتقد ان الارواح النبيلة تطلب منكم غير ذلك،ولا اعتقد انها تطلب منكم القيام بانقلاب ضد الشرعية حتى وان كانت هذه الشرعية هشة ومثيرة للجدل بل تطلب منكم الاستجابة لمطلب التاريخ،الدفاع عن روح الدستور ويعني بالعربي الفصيح القيام بمهمتكم بوقف التلاعب بمصير البلاد ووضع حد لهذه اللعبة اللامسؤولة التي انخرطت فيها طغمة ساعدتها الظروف لان تكون في مكان وسوست لها نفسها بحكم موقعها فيه ونفوذها المالي والسياسي باختطاف وطن بكامله ،ظانة ان امهال الشعب لها هو خنوع واذعان واهمال،وكأنها نست او تناست ان الشعوب مهما تدنت ارادتها الى الحضيض تمهل ولاتهمل..
حضرة رئيس هيئة الاركان ونائب وزير الدفاع ان مسؤوليتكم اليوم تتمثل في اعلان صفارة الحكم وهذا واجب تاريخي،يمليه عليكم ماضيكم التاريخي وموقعكم من جهة ومن جهة ثانية يمليه عليكم هذا التحلل للسياسة والقوى السياسية التي ضربت في الصميم منذ وقت من طرف النظام نفسه وما نتج عن ذلك من فراغ مخيف لن يستفيد منه سوى المتعصبين واعداء الشعب الحقيقيين والقوى التي طالما تم التحذير منها وهي على كل حال تقف على عتبة البيت الذي تداعت هيبته وظهرت عورته للعيان ولم يعد يجدي التستر على حاله البائس ان كل صمت تجاه من باتوا يهددون باسم الوطن ركائز الوطن هو تشحيع لهم في تماديهم ولامسؤلياتهم ومغامراتهم غير محمودة العواقب، فكلنا يعلم انهم تجرؤوا على ملامسة الخط الأحمر وهم يبرهنون اليوم ان لاقوة تقف امام أمام أطماعهم وجنونهم وهستيريتهم في الحكم والانفراد به وفي نهب ماتبقى من ثروات الوطن،لذا فكل ثمت تجاههم يعني المواقفة على الاسراع بدفع البلاد نحو هاوية غير مسبوقة وعندئذ يكون الوقت قد فات ولات ندم.
انني برسالتي هذه لا ادعوكم الى معركة بالوكالة بل الى اعادة الامل الى كل هؤلاء الذين لازالوا يؤمنون بدور الجيش في ايقاف هذه الرقصة المقيتة التي يجر بها القراصنة البلاد الى حلبة الموت،،ادعوكم الى اعادة الثقة في هذه المؤسسة التي شكلت صلب الدولة الوطنية والحكم في اوقات الجنون والشدة..ان الانقاذ لا يعني الدعوة الى الانقلاب بل يعني الالقاء بثقلكم حتى يتوقف الاستهتار والتلاعب ببلد دفع في الماضي القديم والجديد الثمن من اجل ان يبقى حرا ،كريما ،موحدا ومتقدما تحيا الجزائر حرة،سيدة وديموقراطية.
الجزائر، 26 اوت 2017
 

من نفس القسم - صحة وعلوم -