وثائق أمريكية استخباراتية.. بوتفليقة كان الأنسب لخلافة بومدين والأقل حظا في ذلك !

الجزائر/ إسلام.ب

كشفت وثائق دبلوماسية تتعلق بشمال أفريقيا صدرت في فترة إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بين عامي 1977 و1980، ورفعت الحكومة الأمريكية السرّية عنها مؤخرا، عن رغبة أمريكا وقتها في خلافة عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية للرئيس الراحل هواري بومدين بعدما نقل الأخير الى موسكو للعلاج، إلا أنها كانت تراه الأقل تأثيرا بين الأعضاء الأربعة الرئيسيين في السلطة الجزائرية وهم عبد الغني ويحياوي وبن جديد.

وبررت الإدارة الأمريكية ذلك أنذاك، في وثيقة تحليلية حول الوضع في الجزائر أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية، بعلاقات بوتفليقة الجيدة مع الغرب، حيث جاء في نص الوثيقة “نفهم الآن وجود جناحين رئيسيين داخل المجلس، أحدهما يسير من طرف وزير الشؤون الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، ويعتبر أكثر اهتماما في الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب من الآخر الذي يسير من طرف مسؤول جبهة التحرير الوطني محمد يحياوي”، في حين تشير وثيقة أخرى حول بوتفليقة إلى أنه “برغم أنه يدافع بدقة حول المواقف السوفييتية في نقاشاته مع المسؤولين الأمريكيين، يقال إن بوتفليقة يعطي قيمة لعلاقات الجزائر مع الغرب، وسيكون غير مرغوب فيه من طرف السوفييت”، هذا ما تؤكده وثيقة للخارجية الأمريكية محررة بتاريخ 8 ديسمبر 1979 من طرف العضو في مجلس الأمن ويليام كواندت، بعث بها إلى زبيغنيو بريجنسكي، مستشار في الأمن القومي للرئيس كارتر، إلا أنه يظل الأقل تأثيرا بين الأعضاء الأربعة الرئيسيين في السلطة الجزائرية وهم عبد الغني ويحياوي وبن جديد.

وتظهر وثيقة أخرى أن العضوين الآخرين الرئيسيين في المجلس هما قائد ناحية وهران الشاذلي بن جديد، الذي كان يحظى بتأييد من طرف العديد من كبار الضباط في الجيش، ووزير الداخلية محمد عبد الغني.

وتشير الوثيقة أيضا إلى أن طموحات بن جديد تبدو محدودة للحفاظ على سيطرته بالنسبة لمنطقة وهران، لينتهي المطاف بخلافة الشاذلي بن جديد للرئيس بومدين، ليصبح رئيسا للبلاد في 9 فيفري 1979.

ومن بين هذه الوثائق مراسلة من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، بتاريخ 24 أكتوبر 1978 ترفع النقاب عن الأحداث الأخيرة والتدابير التي اتخذها الرئيس هواري بومدين قبل دخوله الانعاش، ثم استسلامه للمرض بتاريخ 27 ديسمبر 1978، وقالت وكالة الاستخبارات الأمريكية إن “الرئيس هواري بومدين تم إجلاؤه طبيا من المستشفى العسكري في ماي في الجزائر العاصمة باتجاه موسكو بداية أكتوبر 1978 في حالة غيبوبة وعلى عتبة الموت”، وأضافت الوكالة “عدة أيام من قبل، ولإدراكه أنه مريض جدا، استدعى بومدين مجلس الثورة”، وكان من المقرر أن يعقد الرئيس هواري بومدين الاجتماع نهاية شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر، وهو الاجتماع الذي دعا له وزير الداخلية محمد بن أحمد عبد الغني، وزير الشؤون الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، وزير النقل أحمد دراية، وزير الفلاحة الطيب العربي، وزير المياه أحمد شريف، ومسؤول حزب جبهة التحرير الوطني، صالح يحياوي، إضافة إلى قائد الناحية العسكرية الثانية الشاذلي بين جديد وقائد الناحية العسكرية الأولى عبد الله بلهوشات.

وبحسب “السي آي إيه” فقد قال الرئيس بومدين لأعضاء المجلس “أنا مريض جدا، سأغادر، وأترك لكم حكم الجزائر”، مضيفة أن بومدين عين بعد ذلك وزير الداخلية محمد عبد الغني رئيسا للدولة في حالة غيابه، الذي لم يتردد في العمل رئيسا للدولة وإصدار أوامر الى أعضاء رفيعي المستوى في الحكومة في وقت لاحق وفقا لما أكدته الوكالة الأمريكية.

من نفس القسم - صحة وعلوم -