حمس.. خصم لأحزاب السلطة في القمة وحليف إستراتيجي في القاعدة

الجزائر / جمال.ح أبدى الكثير من المهتمين بالشأن السياسي إستغرابهم من التوجه المزدوج لحركة مجتمع السلم الحزب الإسلامي المعروف بتوجهه المعارض، خاصة للأحزاب السياسية التي تسير في فلك السلطة، وأهمها حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، فلا يمكن أن تمر أي مناسبة إلا وسمعنا إنتقادا ضد هؤلاء من طرف القائمين على حركة مجتمع السلم، لكن ماتقوم به الحركة هذه الأيام من تحالفات مع "الآفلان والارندي" في المجالس المنتخبة يوم 23 نوفمبر الماضي، جعل النقاد يتساءلون كيف لحزب معارض للسلطة في القمة أن يتحالف مع حلفائها في القاعدة؟. وخلال تنشيطه لتجمع شعبي بولاية سطيف قبيل بداية الحملة الانتخابية بأيام ذكر جمال ولد عباس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بأن تشكيلته السياسية سوف لن تتحالف إلا مع الأحزاب المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي بدأه عام 1999 تصريح جمال ولد عباس يتنافى والخط السياسي الذي تنتهجه حركة مجتمع السلم التي لا تعترف أصلا ببرنامج الرئيس ولا يوجد في قاموسها شيئ إسمه دعم برنامج الرئيس، هذا ما يقوله الرئيس السابق للحركة عبد الرزاق مقري وكذلك الرئيس الحالي عبد المجيد مناصرة. إلا أن نتائج المحليات حسب رئيس الحركة السابق عبد الرزاق مقري يجبرهم عن التخلي على سياسيتهم المعارضة لحزبي الافلان والاندي ويجرهم إلى تقاسم "السلطة" معهم، وهذا كما قال من أجل مصلحة البلد وسكان البلدية أو الولاية أولا ومصلحة الحركة ثانيا. من جهته برر رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش تحالفهم مع حزبي السلطة بأنها تخضع لنفس المنطق السياسي الوطني الذي تستند إليه الحركة، وهو نتائج الإنتخابات، فلا يمكن -حسبه- أن يعطيك الشّعب منتخبين ويأمل منك أن تمثّله وتدافع عنه، ثم تخذله في هذه المجالس، وخاصة إذا كنت أغلبيةٍ في بلدية، كما أن هذه التحالفات -يضيف- تختلف تمامًا عن أيّ تحالفٍ مركزي، فهي تستهدف تحقيق التنمية المحلية وخدمة المواطن بشكلٍ مباشر، وهو ما يتطلب تحقيق التوافق والانسجام وتجنّب الانسداد في هذه المجالس. تصريح الأمين العام للعتيد بأن تحالفهم لن يكون إلا مع الأحزاب المدعمة لبرنامج الرئيس، وإصرار حمس بتحالفها مع أصحاب برنامج الرئيس، ولو تطلب ذلك التخلي عن برنامجها وخطها، يجعل المواطن يتساءل كيف لحزبين احدهما معارضا والأخر موالي يتصارعان وبشدة في المركزية ويتحدان في القاعدة؟، آم أن البرنامج المركزي ليس نفسه البرنامج المحلي؟.

من نفس القسم - صحة وعلوم -