رئيس المجلس الوطني لرعاية الشباب لـ"المصدر": الجزائر من أكثر البلدان إستهلاكا للمخدرات

حاورته: رانيا عبدون

  يرى عبد الكريم عبيدات خبير دولي و مستشار في الوقاية الجوارية و رئيس المجلس الوطني لرعاية الشباب، ان استهلاك المخدرات من طرف الشباب الجزائري هو في انتشار متزايد وواسع، حاملا في طياته مجموعة من الجرائم و المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تودي الى نهاية حياة الكثير، معتبرا ان المخدرات هي فخر شيطاني يجب الحد منها عن طريق إقامة السلطة لمراكز المعالجة و الوقاية خارج المستشفيات، و أن يلعب كل من الأولياء و الإعلام بدوره في التوعية و التحسيس على أكمل وجه.

 بداية بصفتكم خبير في الآفات الاجتماعية ما هي حصيلة استهلاك المخدرات بالنسبة للشباب الجزائري هذه السنة؟

  المخدرات في الجزائر أصبحت مشكلا عويصا، للأسف الشديد الجزائر اليوم من أكثر البلدان استهلاكا للحبوب و المخدرات و المهلوسات من طرف الشباب التي تتراوح اعمارهم من بين 15 الى 35 سنة، 3% إناث، فقد انتشرت هذه الافة بكثرة، حيث بلغ الإحصاء اليوم مليون مدمن في الجزائر وكل هذا بسبب تعرضهم لمشاكل اجتماعية و اقتصادية و حتى نفسية و عائلية التي دفعت بهم إلى الهروب من الواقع و مواجهته بهذا المرض المزمن المدعو بالمخدرات، وبحسب الاحصائيات التي سجلناها يتضح ان المخدرات أدت إلى 70% من الجريمة في كل 24 ساعة و 60% من الضرب و الجرح العمدي بين الشباب المستهلك ضف الى ذلك 50% من العنف و السرقة و 40% من ظاهرة الحراقة

مقارنة مع سنة 2016 هل تفاقمت هذه الظاهرة ام تراجعت؟ 

  بالعكس هي في تزايد مستمر، و لا يزال الجيش الشعبي الوطني في صراع مع المهربين

هل هناك حلول من طرف منظمتكم للحد من استهلاكها؟

  كمنظمة وطنية سنشرع في تدشين  أول مركز وقائي و علاجي بغابة بوشاوي ابتداء من يوم 15 جانفي و العلاج سوف يكون جد متطور و بإستعمال آلات حديثة قادمة من فنزويلا، تقوم بتصفية الدم من المخدرات و ليس هذا فقط بل وضعنا ايضا استراتيجية وقائية جوارية بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن تتمثل في تأسيس أول مستشفى متنقل للتكفل بالشباب المدمن في الاحياء الشعبية تحتوي على طاقم طبي من طبيب عام و أطباء نفسانيين يتنقلون إلى العواصم من الساعة 9 صباحا إلى 6 مساءا و الشباب المعني بالأمر يصعد في الحافلة ليتم التكفل به و نحن بذلك نكون اول بلد في البحر الابيض المتوسط الذي قام بهذه التجربة، أيضا و دائما في المخطط لدينا مركز بالمحمدية به 1000 مربي و مربية يقومون بالتوعية و الإدراك بخطورة الآفة و الشيئ الجميل في ذلك ان معظم المربيين هم الشباب الذين كانوا يتعاطون المخدرات و ذاقوا التجربة الاليمة فبالتالي سيوصلون الرسالة احسن من غيرهم، كذلك لدينا الاسعاف المدرسي الذي يوعي التلاميذ من اجتناب المخدرات، زيادة على ذلك قمنا باتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية لكي نقدم دروس بالمسجد في خطبة يوم الجمعة للوقاية و المكافحة من هذا الداء

من المسؤول في رأيكم عن هذه الافة الاجتماعية او ما هي الاسباب الرئيسية التي ساهمت في تفاقم الظاهرة؟

  استقالة الأولياء عن لعب دورهم في التوعية و التخويف و المراقبة هذا من جهة من جهة أخرى الفراغ المحيط بالشباب ولاإستقرار و عدم ممارسة الرياضة البدنية اضافة الى الاعلام الذي لا يلعب دوره في التوعية من مخاطر هذه المسألة

هل من حلول لتفادي هذه الآفة و الحد منها؟ 

  يجب أن يكون هناك تجنيد وطني للجمعيات و ان تلعب الفدرالية دورها ازاء هذا الامر  و خاصة أن لا نتذكر هذه الآفة "المخدرات " أثناء يومها العالمي فقط و الذى يصادف 26 جوان بل يجب مراقبتها على مدار السنة.

من نفس القسم - صحة وعلوم -