"سبيسيفيك" لـ "المصدر" :  "بدوي" أنصفني.. "حجّار" و"بوشوارب" عرضا عليّ رشوة والعهدة الخامسة لا مفرّ منها

  حاورته /  حكيمة حاج علي قال الطاهر ميسوم النائب البرلماني السابق المعروف باسم "سبيسيفيك" في حوار حصري لـ "المصدر" منذ مغادرته قبة البرلمان، أن البلاد تسير نحو الهاوية، وأن الوعود الكاذبة التي تطلقها الحكومة مؤخرا مجرد منوّمات لتمرير العهدة الخامسة، نافيا عن عدم نيته في العودة لممارسة السياسة مادام الشعب لم يستيقظ من سباته على حد قوله، كما تطرّق ميسوم إلى المضايقات والتهديدات التي كان يعيشها يوميا بعد كل مداخلة في البرلمان والتي دفعت به للخروج من ولاية المدية والإستقرار بوهران وتفاصيل أخرى مثيرة تتابعونها في مجمل الحوار. مغادرتكم للبرلمان، هل كانت بإرادتكم أم بسبب ضغوطات؟ في الحقيقة حاولت التسجيل لعهدة تشريعية أخرى إلا أنني تلقيت الرفض، حيث اصطدمت بعراقيل جمّة على رأسها محافظ الدولة بالمحكمة الإدارية لولاية المدية الذي قال إنني أسبّ الوزراء، ومن ثم أرادوا تشويه صحيفة السوابق العدلية بمحاولتهم خلق تهم لا أساس لها على غرار هدم جزء من المصنع الخاص بانتاج الحليب، وكذا غرامات مالية بالرغم من إنني لم أكن مسيرا للمؤسسة بل كنت المالك فقط، وهذا دليل على إنني لم أكن مقبولا بينهم ويكرهونني وهذا طبعا بسبب تدخلاتي الجريئة. اشتهرتم  بتدخلاتكم الجريئة في البرلمان وشتمكم للوزراء هل تعرضتم لمضايقات على إثر ذلك؟ بعد كلّ تدخل كنت أقدمه، كانت القوة العمومية تقتحم مدينة قصر البخاري حوالي 1000 دركي يحيطون المنطقة ويمنعون السكان من التنقل أو الخروج فيها، كما كنت أتلقى تهديدات صريحة يوميا، والأمر الذي كان يحز في نفسي أنها كانت من طرف النواب أيضا، الذين من المفروض أنهم ممثلي الشعب، لكنّهم كانوا ضدي وكانوا يحاولون عرقلة تدخلاتي، حيث كانوا يحاولون تفتيش الأغراض التي أدخلها  إلى البرلمان، ولكن في نفس الوقت كان الكثير من الوزراء يحاولون تقديم الرشوة لي قبل أي تدخل.   من تقصدون بكلامكم؟ بوشوارب، وحجار مثلا الذي عرض عليّ تقديم منحة لإبني للدراسة بالخارج، وكذا عديد الوزراء الآخرين الذي كانوا يرسلون لي وساطات. كيف عشتم فترة غلق الملبنة الخاصة بكم؟ عشت فترة عصيبة حقا، حيث جمدت كل ممتلكاتي، ووصل الحد إلى غاية رفض مديرية التجارة منحي بعض الوثائق بدعوى أنني "محروق عند الدولة"، وقاموا بمنع أصحاب المحلات من التعامل معي في أمور الكراء بل هددوهم بسحب السجل التجاري. ما رأي ميسوم في قانون المالية الجديد، وما الذي كان سيكون موقفكم لو كنتم في قبة البرلمان أثناء مناقشته؟ نحن لم يكن لنا أي دور هذه هي الحقيقة، كنا مجرّد ديكور أو مساحيق تجميل، معظم النواب ممررين من طرف الولاة وليس الشعب من اختارهم، لدرجة أنه نائب برلماني قال لي : " آهْ لو أستطيع تعليق يدي بحبل لتبقى دائما مرفوعة في كل الجلسات"، فنحن كنا بصريح العبارة "خضرة فوق الطعام"، نتكلم أو نصمت الأمر سيان، وأنا ألوم الشعب على رضوخه للأمر الواقع وعدم محاولته التغيير. ماذا تقصدون بمحاولة الشعب التغيير؟ الشعب انتهى ولا يمكن أن ننتظر منه شيئا فهو أصبح يسير وفق مصالحه الشخصية فقط، والحكومة تحاول تنويمه من خلال إطلاق مشاريع جديدة على غرار صيغة السكن التي قدمتها اليوم بأسعار معقولة ستتغير إلى الضعف بعد مرور مدة ستة أشهر، وهذا بغرض تمرير العهدة الخامسة، لو كانت تونس هي الجزائر لكانت جنة، فهم يملكون شعبا عبر عن رفضه للزيادات، أما الشعب الجزائري فقد مات. تتابعون الأحداث السياسية الأخيرة ما رأيكم في الصراعات بين بعض الشخصيات؟ هؤلاء مجرد "عرائس قاراقوز"، إذ كيف تفسرين تصريح ولد عباس بقوله انه يمارس "الشيتة"، وعلى كل حال مهما تصل صراعاتهم فالعهدة الخامسة لابد منها، ولا داعي لإستغباء عقول الناس، وأقول ان البلاد تسير نحو الهاوية وعام 2019 سيكون أسوء. ألا ينوي ميسوم العودة الى السياسة؟ حاليا لا أفكر في العودة، وسأعود في حال أصبح الشعب واعيا، حيث أن شعبنا جاهل وسيصوت على الرئيس ولو بعد رحيله، وما يحيرني هو موقف الطبقة المثقفة. ما رأيكم في تسيير المجلس الشعبي الوطني الحالي؟ ماذا تنتظرين من مدير مدرسة، يمارس وظيفة التعليم ويبيع الأغنام في السوق، فكرُه محدود ولا يمكنه إضفاء أي شيء. صرحتم سابقا أنكم لا تفكرون بآداء مناسك الحج لكنكم زرتم البقاع المقدسة مؤخرا؟ في حقيقة الأمر كنت مستبعدا فكرة الحج لكن أثناء لقائي بوزير الداخلية في حفل توديع السفيرة الأمريكية، طلبت منه منحي جواز سفري للحج، حتى أدعو على من ظلموني وإذا ظلمتهم يغفر لي الله، وفعلا وفى بوعده وأديت مناسك الحج رفقة زوجتي. هل يعني كلامكم هذا أنكم ندمتم على تهجمكم على بعض الوزراء؟ لم اندم أبدا، بالعكس مازال رأيي فيهم نفسه لحد الساعة "ولا واحد منهم يصلح" كيف يقضي ميسوم يومياته؟ حاليا اقضي يومي في مزرعتي الخاصة بمدينة وهران حيث استقريت مؤخرا، بعد هروبي من المضايقات الممارسة علي في ولاية المدية، وهنا أتوجه بالشكر لسكان هذه المدينة على حسن استقبالهم لي.    

من نفس القسم - صحة وعلوم -