التخلي عن دعم الأسعار.. تناقضات وزير المالية والداخلية!

الجزائر /آمال.ع
قبل أيام أدلى وزير المالية عبد الرحمان راوية, بتصريح من دبي كشف فيه تخلي الدولة عن دعم أسعار بعض المواد الأساسية, على أن تكون البداية بالوقود السنة المقبلة لكن وزير الداخلية نور الدين بدوي ناقض تصريحات سابقه مع تشديده على مواصلة الدولة رصد أغلفة مالية للدعم الإجتماعي .. فأيها نصدق يا ترى ؟!
لا يزال برنامج توجيه الدعم لمستحقيه من الجزائريين محل نقاش عقيم بين وزراء الحكومات المتعاقبة حيث لم تفصل الأخيرة في هذا الملف الشائك رغم وعودها المتكررة, وهو ما يجعل الغني والفقير يشتريان مواد أساسية كالخبز والحليب والزيت والسكر بنفس الأسعار .
وتصب تبريرات الحكومة في أن الجزائر غير قادرة على التوجه بصفة مباشرة الى الدعم الانتقاءي بسبب افتقادها لمعطيات وبطاقية عن الحالة الاجتماعية لمواطنيها لحد الساعة وهو ما يجعل توجيه الدعم لمستحقيه أمرا صعبا في الوقت الراهن. لكن هذه الرؤية الحكومية, تجد من يناقضها ويتعلق الأمر بوزراء في نفس التشكيلة الحكومية.
الأمر الحاصل هذه الأيام, عندما صدم وزير المالية عبد الرحمان راوية الجزائريين وأعلن عن تحرير أسعار الوقود مع بداية 2019 ما يعني أن القدرة الشرائية ستتهاوى الى اسفل السافلين وسترتفع نسبة الفقر لأن رفع الدعم عن اسعار البنزين والمازوت يعني زيادات في جميع الأسعار والخدمات, وهناك ستجد الحكومة نفسها في مواجهة غليان إجتماعي رهيب.
هذه الصورة السوداوية التي رسمها وزير المالية بتصريحه عن "الدعم الاجتماعي" سرعان ما وجدت من يمحوها وهو وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي الذي "كذب" ضمنيا خبر تخلي الدولة عن سياستها الاجتماعية التي تعتبرها التنظيمات النقابية مكسبا يستوجب الدفاع عنه بشراسة. وترصد خزينة الدولة سنويا مبلغا ماليا يعادل 17 مليار دولار للتحويلات الاجتماعية.
 
 

من نفس القسم - صحة وعلوم -