"المصدر" يكشف .. فتيات عازبات .. اخترن السكن لوحدهنّ .. الجنس اللطيف يسيل لعاب "بزناسية الكراء" !!

 تحقيق من إعداد : شهيناز.ن / كنزة.خ   ظاهرة انتشرت في الجزائر، خلال السنوات ألأخيرة،  وبدأت تأخذ طريقا في ثقافة الأسر الجزائرية المحافظة بطبعها، ألا وهي ظاهرة استقلال العنصر النسوي بالسكن لوحدهن خاصة في المدن الكبرى، ذلك بعيدا عن أسرهن، قادمات من مختلف ربوع الوطن.  إذ صارت النساء وعلى اختلاف أعمارهن و حالاتهن أو طبقاتهن الإجتماعية أو حتى مستواهن الدراسي، يقبلن على كراء شقق بشكل خاص، أو بكراء سرير فردي رفقة عدد من الفتيات. والظاهرة لم تكن تعرفها العائلات الجزائرية  قبل سنوات من اليوم، إلا أن تغير ظروف الحياة مع ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة ايجاد فرص عمل في المناطق الداخلية من الوطن،  مع ندرة بعض التخصصات في الجامعات، كلّها عوامل  اضطرت العائلات إلى السماح لبناتهن بالعمل بعيدا عن المنزل، ومنه السكن بمفردهنّ، اذ أصبح من المألوف أن تعيش فتاة بعيدا عن أسرتها بحكم تخصص دراستها الذي لا يتواجد و تلك المنطقة التي تقطنها عائلتها، أو تلك التي لم يساعفها الحظ في الحصول على منصب عمل، مكان سكنها. تقمّصنا دور "الباحثة عن كرية" .. لفتتنا هذه الظاهرة، فتقمصنا دور طالبة دكتوراه، جاءت لكراء سرير في أحد الشقق التي تغزو العاصمة الجزائر، وذلك بعد بحث لم يتطلب منا كثيرا من الوقت عبر الموقع الشهير "واد كنيس"، إذ يوفر هذا الموقع المشهور العديد من الخدمات إلى جانب كراء و بيع المنازل و الشقق.  فلفت نظرنا إعلان لكراء غرف فردية أو زوجية أو تفوق عدد الأربعة بنات في الغرفة الواحدة، مع وضع سعر الكراء شهريا بالنسبة لمن يدفعن بالشهر، وهنالك من تشترطن تسبيقا بثلاثة أشهر أو ستة أو حتى السنة. مع ذكر العديد من المزايا التي يوفرها المنزل، إذ تشترط أغلب الطلبات  وجود سخان للمياه، و شرفات للتهوية، و توفر المياه طوال اليوم، و بالأخص خط أنترنيت و تطل على الشارع الرئيسي، كلها شروط لا ينسى أصحاب الإعلان الإشارة إليها دائما، كونها فرصة لإغراء طالبات السكن. توجهت بداية إلى أحد أكثر الشوارع أمنا في العاصمة، بالنسبة لفتيات يعشن لوحدهن، و ذلك بعدما دوّنا أرقام هواتف العديد من الشقق لزيارتها. بنات يسلن لعاب محترفات "بزنس الكراء" !!  "ريمة" فتاة عشرينية عينة قابلناها، من بين هؤلاء المعلنات اللواتي دخلن عالم السمسرة في كراء الشقق رغم صغر سنها ، إذ تقول محدثتنا أنها ورثت هذا المنزل عن عائلتها، و على الرغم من عملها، الذي تكسب منه مبلغ لابأس به، تحتاج دخلا إضافيا يضمن لها راحة مالية على المدى البعيد، ومؤانسة لها حتى لا تعيش بمفردها.  وعن السعر الذي تضعه لكراء سرير في غرفة لا تقل عن 3 أفراد، قالت أن السعر لا يتجاوز الـ 9000 دج للشهر، على أن يقتسمن فواتير الكهرباء والغاز والماء فيما بينهن.  وخلال حديثنا لها، لفت انتباهنا امرأة تجر فتاة في السادسة أو السابعة، ملحة على صاحبة المنزل أن توفر لها مكانا في القريب العاجل، على أن تسمح لها باحضار ابنتها خلال كل عطلة أسبوع لتقوم بمراجعة الدروس لابنتها التي تعيش في منزل جديها.  المرأة قالت أنها لا تتفق مع أم زوجها الذي غادر إلى المملكة المتحدة للعمل هناك، وذلك إلى غاية تسوية وضعهما وايجاد سكن يلم شملهما بعيدا عن السكن مع عائلة زوجها. خلال تجولنا في المنزل، وجدنا نساء من مختلف الأعمار، سميرة أنهت صلاتها و بقيت تنظر إلينا إن كنت فتاة محترمة ولائقة أم لا، فيما كانت ثلاثينية أخرى منهمكة في إعداد الحلوى وهي تبتسم مرحبة بنا كشريكات محتملات في السكن. أثناء مغادرتنا للمكان، التقينا صدفة بـ (س.ج)  و التي كانت تهم المغادرة هي الأخرى بعد أن وجدت أخيرا مكانا للعيش، بعد عناء طويل من البحث، بحكم أنها وجدت عملا حديثا في العاصمة، قالت لنا أنها قد تعرضت لعمليات احتيال وسرقة من إحدى المستأجرات من الغرب الجزائري هنا في العاصمة،  اذ تقول "س" أنها قد تمكنت من حجز غرفة لها و لصديقتها ، بسعر 15000 دج للشهر لكل واحدة منهما، إلا أن صاحبة المنزل قد اشترطت تسبيق الدفع لثلاثة أشهر قادمة، ما يعادل 45.000 دج، إلا أنها و بعد مفاوضات مع صاحبة المنزل ، استطعن اقناعها بكراء شهر فقط على أن يدفعن المرة القادمة تسبيق الثلاثة أشهر الذي اشترطته معهن، فقامت المتحدثة بإعطائها عربونا بـ 4000 دج على أن تنقلا أغراضهما في اليوم الثاني، و فعلا نقلتا اغراضهما في انتظار عودتهما الأسبوع المقبل  والاستقرار نهائيا في العاصمة، غير أن محدثتنا تقول، أنها صدمت باتصال صاحبة المنزل بها بعد ثلاثة أيام، لتخبرها أنها قد غيرت المنزل نهائيا وأنها قد نقلت أغراضها في شاحنة بعيدا عن العاصمة في شرق البلاد، لأن صاحبة المنزل الأصلية قد تلقت شكاوى من الجيران تفيد أن المستأجرة المعنية تأوي فتيات لليل وجدن كامل حريتهن في السكن بعيدا عن أعين تراقبهن، فوجدت نفسها مضطرة إلى الخروج من المنزل قبل أن تشتكيها صاحبة المنزل الحقيقية. دفعتنا قصة هذه الفتاة إلى طلب رقم هاتف هذا المرأة إلا أنها حذرتنا من السكن عندها ، الا أننا أصرينا على أخذ رقم الهاتف واتصلنا بصاحبة هذا المنزل لنقف أكثر على عملية الإحتيال هذه التي تتعرض لها  الفتيات هنا باستمرار ، فكانت المفاجأة، تكلمنا معها واستطعنا تحديد موعد لمشاهدة الشقة،  أين غيرت مكان اقامتها بالشارع ذاته (ديدوش مراد)  لكن هذه المرة اشترطت علينا تقاسم الكراء معها وفتاة ثالثة ، و ذلك طبعا بعد الانتهاء من كامل الأشغال التي تقوم بها في المنزل الجديد، أخبرناها أننا مترددين في أمر الإشتراك في الكراء كون ميزانيتينا الحالية لا تسمح بذلك. غادرت المنزل أخيرا و نحن نتفحص مذكرتنا التي كانت تعج بأرقام هواتف كراء الشقق، لنجد أخيرا شقة أخرى ليست بعيدة من هنا، توجهنا هذه المرة إلى أحد أكثر الشوارع أمنا في العاصمة، التقينا بإحدى "الكرايات"، يحترفن إعادة كراء المنازل، وهي آنسة لا تتجاوز العقد الثالث من عمرها، قاطنة بأحد المدن القريبة للعاصمة، عرفنا من خلال حديثنا إليها أنها تتشارك مع سيد آخر في عملية كراء هذه الشقة، و ذلك حسبها بعدما كانت مجرد مستأجرة العام الماضي، فوجدت نفسها خارج المنزل بسبب تسلط صاحبة المنزل واستغلالها للمستأجرات، بجعلهن يقمن بأعمال اضافية تخص صاحبة المنزل. فكانت نقطة لبداية دخولها لعالم البزنس كما وصفته، اذ تقتسم هي و شخص آخر عملية كراء الشقق بسعر يفوق الثمانين مليون سنتيم للسنة، وذلك بعقد ملكية يحدد فيه صاحب السكن عدم الإضرار بمنزله أو الحاق تغيير ما بالغرف خلال هذه السنة. وواصلت محدثتنا بالقول أنها تعيد كراء الشقة مقابل سرير لكل مستأجرة بسعر 13.000 دج للسرير الواحد في الشهر الواحد، و التي أغلبهن عاملات أو موظفات قررن الإستقرار لفترة طويلة من الزمن، و توفر "سعاد" المبيت بالليلة الواحدة بسعر  1000 دج ، و ذلك بالنسبة للقادمات من مناطق بعيدة بغرض التداوي في المصحات كمستشفى (مصطفى باشا) المتواجد في الشارع المقابل، أو حتى الكراء للطالبات اللواتي لا يملكن حق المبيت في الإقامات الجامعية ، بحكم تجاوزهن للسن المحدد و هو 28 سنة، أو اللواتي جئن بغرض تربص قصير المدى. لهذا السبب اخترن العيش وحيدات .. رغم بهاضة ثمن الشقق       !! خلال تحقيقنا هذا، صادفنا عديد الفتيات والنساء اللواتي اضطرتهن الحياة لخوض مغامرة الكراء والعيش بعيدا عن أسرهن، فالتقينا بـ "سمية"  موظفة حكومية، من احدى الولايات المجاورة للعاصمة، و التي بحكم مزاولتها  لدراستها بالعاصمة لأربع سنوات،  فإن ذلك قد فتح لها طريقا لإيجاد عمل دائم وبأجر جيد ومحترم، و هي فرصة تقول محدثتنا، لا يمكن أن تصادفها في مسقط رأسها، وبحكم أنها أيضا من عائلة كثيرة العدد يعولها أب لا يسمح دخله المتواضع بالإنفاق على كامل العائلة، بالإضافة إلى تكاليف بناء المنزل التي أثقلت كاهله، فإنها بذلك مضطرة لإعالة نفسها ومساعدة أسرتها في مصارف المنزل. أما "جميلة" فطبيبة من الشرق الجزائري، اضطرت إلى القدوم للعاصمة من أجل اتمام تخصصها في الطب، ولأنها الوحيدة بين أهلها، التي تملك دخلا دائم، فإنها تساعد في مصاريف المنزل بإرسال نصف أجرها لعائلتها كل شهر، غير أنّ راتبها لم يعد يكف لتسديد حتى نفقاتها  الخاصة هنا، نظرا لغلاء الكراء و معيشة في قلب العاصمة. "أم ياسمين"، مطلقة في العقد الرابع من عمرها لديها 4 أولاد، و هي المعيلة الوحيدة لأبنائها، تقول أنها اضطرت لكراء مكانين لها ولإبنتها لمدة قصيرة من الوقت، إلى أن تتحصل على سكن اجتماعي الذي تأخرت عملية توزيعه كثيرا كما تقول، و مثلها كذلك "مليكة" ابنة الجزائر العاصمة، أربعينية في قطاع الصحة، والتي بعد طلاقها من زوجها السكير وعدم تحملها للضرب و مغامرات وخيانة زوجها لها، لم تتحمل زوجة أخيها عودتها إلى منزل والديها اللذان لا يزالان على قيد الحياة، فوجدت نفسها في دوامة من المشاكل وهي بدورها تنتظر الافراج على سكنات عدل التي طال انتظارها كذلك، مضيفة ل أن سعر الكراء بـ 15000 دج للشهر باهض جدا و لا يتوافق و مرتبها المتواضع الذي تتقاضاه ، خصوصا و أنها قريبا ستجد نفسها على موعد مع دفع الشطر الثاني لتسلم سكنها ذاك. استغلال و"المسك من اليد لي توجع" !! على الرغم من سعر الكراء المرتفع شهريا، مقارنة بالمساحة التي يحويها الكراء، يُرغم "الكرّايون" الفتيات في دفع فواتير الكهرباء و الماء والأنترنيت إن وجدت، و بعض التصليحات التي تخص الصرف الصحي أو الكهرباء، رغم عدم الإشارة إليها في الإعلان سابقا، ليصل سعر كراء السرير الذي لا يتعدى المترين مربع إلى ما يفوق ال15.000 دج ، في غرفة تحوي 4 أو 5 أشخاص. تكاليف إضافية  يطلبها "الكرّايون" للمنازل، بحجّة عدد الأعطاب و التصليحات والفواتير التي تزداد بحكم العدد الكبير للفتيات في المنزل، و الذي قد يتجاوز عددهن العشر فتيات، مما يعني حسبهم مزيد من الإنفاق و المصاريف.   أسعار خيالية لشبه شقق !! ولمعرفة أسعار الشقق والكراء، تنقلنا إلى أحد الوكالات العقارية في العاصمة والتي تنشط في هذ المجال منذ سنوات، اذ يقول صاحب الوكالة، أن الوكالات غالبا ما يرفضن الكراء للعازبات، خوفا من المشاكل التي قد تسببها بعضهّن. لكن يضيف صاحب الوكالة، أنّه استثناء يقدّم خجمة لبهض النسوة، النساء أغلبهن يحبّذن كراء شقق من غرفة واحدة لا تتجاوز الـ 200 م2  بسعر يتراوح بين 35000 دج إلى غاية 75000 دج للشهر، و ربما أكثر أحيانا، كما يضيف محدثنا، لتصل الى 80000 دج في مناطق راقية كحيدرة و دالي ابراهيم..  و يقول، أن أغلب اللواتي يفضلن هذه الشقق هن من يملكن دخلا لابأس به أو تتشارك اثنتين في اقتسام الكلفة النهائية. الا أن الطلب على كراء شقق الغرفة الواحدة ، يعرف نقصا كبيرا بسبب الطلب الكبير للفتيات على هذه الشقق.  وبعيدا عمن يملكن المال الكافي لكراء شقق لوحدهن، كثيرات يجدن ذلك فوق قدرتهن، فيفضلن الكراء مع عدد من الفتيات بما يتناسب و ميزانيتهن المالية المحدودة، بالاضافة الى كون كثيرات لا يفضلن العيش لوحدهن، بحكم انعدام الأمن في كثير من المناطق، اذ يلجأن الى السكنات الجماعية في مناطق أكثر أمنا في العاصمة، كديدوش مراد، أو حي البريد المركزي، أو القبة،... و غيرها. يخرقون حتى القانون ..لهفا وراء مال فتيات قرهم العيش لمفردهن .. الانتشار الكبير لهذه الظاهرة بدأ يأخذ اطارا لا قانوني و غير منظم ، فإعادة كراء المنازل مخالفة يعاقب عليها القانون الجزائري، فالمستأجر لا يحق له إعادة كراء المنزل الا في حالة تقديم تصريح لدى مصالح الشرطة و أخد معلومات عن المستأجر الثاني حتى لا تحصل مشاكل قد تدخل المستأجر و الساكنات في دوامة من المشاكل - ذلك وفق مصادر أمنية، تحصلنا عليها، أثناء إعداد التحقيق- . يُتبع ... 

من نفس القسم - صحة وعلوم -