قيادات تضغط لرحيل ولد عباس إحتجاجا على خرجاته "الفلكورية"

الجزائر/ محمد.ح

عادت التحركات داخل حزب جبهة التحرير الوطني، للدعوة إلى رحيل الأمين العام الحالي جمال ولد عباس، من منصبه، ووضع حد لخرجاته " الفلكلورية" التي وضعت الحزب وقياداته ومناضليه في حرج، وأفقدت العتيد هيبته وسط الجزائريين الذين كانوا يعتبرونه رمزا تاريخيا لإرتباطه بثورة الفاتح نوفمبر ونضالات الشعب الجزائري إبان الإستعمار.

وعلم " المصدر" من جهات مطلعة في الأفلان، أن قيادات ثقيلة في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني كثفت تحركاتها من أجل وقف ما أسموه "خروقات" وتجاوزات الأمين العام الحالي، جمال ولد عباس، الذي تسبب في احتقان كبير داخل الحزب بسبب طريقة إدارته الكارثية للحزب، وسياسته للهروب بالحزب نحو المجهول، خصوصا وأنه بات يستخدم ورقة لجنة الإنضباط لمهاجمة خصومه سواء تعلق الأمر بقضايا داخلية للحزب أو حتى أولئك الذين لا يتوافقون مع قراراته وتصريحاته التي يدلي بها في الأونة الأخيرة.

وكما كشفت ذات المصادر عن توجيهها دعوات لمناضلين الحزب في أعضاء المكتب السياسي للاضطلاع بمسؤولياتهم ووضع حد لمن يدوس على قوانين الحزب،لإنقاذ العتيد من الغرق-يضيف ذات المصدر.

وحسب مصادرنا فإن هاته القيادات إستنكرت تأخر من يسمى نفسه " طبيب الحزب" في استدعاء اللجنة المركزية للأفلان وخرقه للقوانين التي صادق عليها بنفسه خلال المؤتمر العاشر للأفلان.

وهو الأمر الذي جعل دائرة الغضب من ولد عباس تتسع يوما بعد أخر، بعدما حول الحزب هيكل بدون روح، لا طعم ولا رائحة له، على حد تعبير هؤلاء.

ولد عباس ومنذ تزكيته من طرف اللجنة المركزية للأفلان عقب الاستقالة المفاجئة لعمار سعداني منذ قرابة سنتين، لم يكلف نفسه عناء استدعاء أعلى هيئة بين مؤتمرين لمناقشة المستجدات على الساحة السياسية أو لتقييم وضع الحزب لا بعد الانتخابات التشريعية ولا المحلية، في اعتداء صارخ على القواعد والقوانين التي تضبط الحزب ونشاطاته، في سابقة في تاريخ حزب جبهة التحرير الوطني.

كما أن القوانين المنظمة للحزب واضحة وتنص على وجوب عقد دورة واحدة عادية للجنة المركزية مرة كل سنة إلا أن تجاهل ولد عباس، للقوانين ليتسبب في حالة احتقان كبيرة داخل اللجنة المركزية، استدعت تحرك قيادات تملك نفوذها كما تملك الوسائل لقلب الطاولة على ولد عباس .

ولعل المقلق في نظر قيادات من الحزب هو أن ولد عباس، استحوذ على جميع الصلاحيات وصادر حق أعضاء اللجنة المركزية في الاجتماع، وإقتصر على تلك اللقاءات الشكلية مع الصحافة من فترة لأخرى من أجل " التهريج" فقط ودون تقديم أي إضافة للأفلان، الذي تخلى على تقاليده في تنظيم ندوات فكرية ، إقتصادية وسياسة تشخص الوضع العام للبلاد.

وتداول على الأمانة العامة للافلان أربع أمناء عامون، وكانت دورات أعلى هيئة في الحزب مقدسة، إلا أن ولد عباس كسر التقليد، ليعيش الحزب قرابة سنتين دون ان يستدعي أعضاء لجنته المركزية.

ويرجع متابعون للشأن السياسي أن هروب وزير التضامن الوطني الأسبق بالحزب وعدم استدعاء لجنته المركزية سببه خوفه من أن يتم إسقاطه من الأمانة العامة للعتيد.

من نفس القسم - صحة وعلوم -