التقارب الجزائري الأمريكي يهيج فرنسا والمدافعين عنها!

الجزائر/نهال.ش

يقال إنّ الحرب لا تحدد من هو صاحب الحق، وإنما تحدد من يبقى.

بات من الواضح جدا، أنّ طرفين في الجزائر، باتا متناقضين من حيث الدفاع عن قطبين مختلفين جدا، ليتحوّل التناقض، إلى شبه حلبة صراع بين هذين الطرفين.

أمّا الطرف الأوّل، علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، الذي بات يغتنم كلّ الفرص المتاحة، للدفاع عن فرنسا والفرنسية، ومصالحها الإقتصادية بالجزائر.

رجل الأعمال الجزائري، علي حداد، صرّح قبل أسبوع، أنّ الجزائر تعدّ بالنسبة للشركات والمؤسسات الفرنسية، بوابة نحو السوق الإفريقية، جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة مناقشة حول موضوع “الديناميكيات المقاولاتية الجزائرية الجديدة” بباريس، أين تحدّث عن إنشاء مجتمع اقتصادي فرنسي جزائري في قطاع الطاقات المتجددة، وإنشاء نظام بيئي حقيقي للابتكار بين البلدين.

دفاع علي حداد، عن فرنسا ومصالحها، ليس وليد اليوم، بل هتف أمام الجميع في اجتماع ضمّ وفد من الشبكة الأولى لمقاولي فرنسا (ميداف)، في فيفري 2018: "تحيا فرنسا"، في تمجيد ودفاع مباشر لفرنسا، ما أثار حينها غضبا واستفزازا كبيرين وسط الجزائريين.

في الجهة الثانية، وزير الطاقة الأسبق الدكتور شكيب خليل، الذي يعرف بقرابته وعلاقته الوطيدة مع الأمريكان، هذا الأخير، صار مدافعا شرسا، عن الولايات المتحدة الأمريكية، واللغة الإنجليزية، ومنتقدا شرسا، للفرنسيين وفرنسا.

شكيب خليل، بات يهاجم فرنسا بمناسبة وغير مناسبة، حدّ وصفها بالحاجز أمام الاستثمار الأجنبي في الجزائر،  الأمر الذي اشتكى منه العديد من المستثمرين الأمريكيين وحتى اليابانيين.

ليس هذا فحسب، بل أكّد وزير الطاقة الأسبق، في فيديو مصوّر، مطلع شهر سبتمبر الجاري، أنّ الثقافة الفرنسية تصعب التفاوض بين الجزائر وواشنطن، وهو ما جعل الاستثمار الأمريكي خارج المحروقات ضعيف جدا.

شكيب خليل وخلال تهجّمه على فرنسا، اعتبر أنّ اللغة الفرنسية، أدّت بشكل مباشر إلى تخلف الجزائر وعديد الدول الإفريقية.

وزير الطاقة السابق، لم يكتفي بالتهجّم على الثقافة الفرنسية، بل هاجم قبل أسبوعين، الإعلام الفرنكوفوني الذي يريد أن يشوّه صورته أمام الرأي العام، على غرار جريدة الوطن الجزائرية، وموقع "موندافريك".

وفي ذكرى 8 ماي 1945 هذه السنة، وجه شكيب خليل رسالة للجزائريين بالمناسبة،  قال فيها إنّه وُجب تذكير الضمير الانساني و مواجهة الجاني أي فرنسا.

ويحدث ذاك وذاك في وقت تشهد فيه العلاقات الديبلوماسية، بين الجزائر وفرنسا، توتّرا كبيرا خلال الفترة الزمنية الأخيرة، خاصّة بعد رفع الحماية الأمنية، على التمثيليات الديبلوماسية الفرنسية بالجزائر، والتصريحات العشوائية والمسيئة، التي أطلقها ديبلوماسي فرنسي سابق، خلال مقابة صحفية مع جريدة "لوفيغارو" الفرنسية.

وفي وقت أيضا، يمدح فيه الممثلّ الديبلوماسي لأمريكا بالجزائر،  جون ديروشر، الجزائر، أين أكد قبل يومينأنّ الجزائر ليست الوجهة التقليدية للأمريكيين، لكن أمريكا من أجل استقطاب السياح من خلال الترويج و التسويق في هذا المجال، وقوله إنّ المواطنين الأمريكيين الذين زاروا الجزائر كانوا مذهولين خاصة بما يمكن للبلد أن يقدمه.

وبين التشبّث في الدفاع عن فرنسا ومصالحها الإقتصادية بالجزائر، من طرف رئيس "الأفسيو"، وذّمها من طرف شكيب خليل، علامات استفهام كبيرة توضع...

من نفس القسم - صحة وعلوم -