
فرنسا تراهن على "هديتها المسمومة" للجزائر و"أزلامها" داخل الوطن
- بواسطة المصدر
- في 10 ديسمبر 2020
- 4148 قراءة
الجزائر-سارة.ب: كشفت تقارير إعلامية أن السفير الفرنسي في الجزائر، فرانسوا غوييت، التقى خلال الأيام الماضية وسائل إعلام وسياسيين شددوا على تأسيس المراحل الانتقالية في الجزائر، بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس الفرنسي حول الوضع السياسي في الجزائر.
وقال موقع قناة "الميادين" نقلا عن مصادر قال انها مطلعة إن تحركات السفير الفرنسي خلال الأيام الأخيرة، تتزامن مع إيعاز جهات فرنسية للإعلام الفرنسي بالترويج لسيناريو المرحلة الانتقالية.
وأضاف ذات المصدر أن السلطات الجزائرية تعتبر السفير الفرنسي الجديد بمثابة "هدية مسمومة" من الرئيس ماكرون للجزائر، كما أنها تدرك جيداً الدور التخريبي الذي لعبه السفير الفرنسي في الأزمة الليبية، وعدة محاولات تخريبية في تونس.
ولفتت المصادر إلى أن "هذا الحراك "الانتقالي" جاء بعد أيام من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الوضع السياسي في الجزائر".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في تصريحات سابقة إنه سيفعل ما بوسعه من أجل مساعدة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في "هذه المرحلة الانتقالية"، وهو الوصف الذي أثار حفيظة الجزائريين.
وأثارت التحركات المشبوهة للسفير الفرنسي ونواياه المشبوهة حفيظة الجزائريين عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وطالب بعضهم السلطات العليا بالتدخل لطرده.
وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت نهاية الشهر الماضي أن هناك "جهات مغرضة تسعى لاستغلال غياب الرئيس عبد المجيد تبون لإثارة البلبلة"، وذلك خلال تواجد تبون في فترة نقاهة عقب تعافيه من فيروس كورونا.
وفي سياق تسلسل الأحداث، ذكرت وسائل اعلام مؤخرا أن الإمارات أبلغت الجزائر نهاية الشهر الماضي، عن شعورها بالقلق مما وصفته بـ"سياساتها المعادية لها"، مهددةً بفرض عقوبات سياسيّة واقتصاديّة قد تصل إلى إعادة تقييم العلاقات الثنائيّة برمتها، وزاد التوتر بعد تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون عن بعض الدول العربيّة التي "تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ما دفع الامارات إلى الانتقام من الجزائر بفتح قنصلية لها في العيون المحتلة بالصحراء الغربية.
التحركات الفرنسية والإماراتية اذا اضفنا لها التحركات المغربية، فإنها تعزز فرضية "المؤامرة" التي تحاك ضد الجزائر ووحدتها الترابية واستقرارها الأمني والسايسي.
وبالعودة إلى موضوع السفير الفرنسي الحالي في الجزائري، فمعروف عنه أنه شغل نفس المنصب في عدة دول عربية، آخرها كانت السعودية، وقبلها ليبيا ثم تونس، وخلال إندلاع الاحتجاجات على نظام القذافي، كان السفير الفرنسي في طرابلس، في ذلك الوقت، بصدد تنسيق العمل وجلب الدعم اللوجيستي وحتى السياسي، لصالح من شكلوا حينذاك النواة الصلبة للمجلس الانتقالي الليبي، وعلى رأسهم وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل، الذي ترأس المجلس فيما بعد.
وتكفل السفير الفرنسي بتشكيل حلقة وصل بين المجلس الانتقالي الليبي والمخابرات الفرنسية، فيما تكفل برنار هنري ليفي، عراب ما يسمى بثورات الربيع العربي، بتوفير الدعم السياسي والدعاية الإعلامية، ولم يغادر طرابلس الا بعد اندلاع الثورة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سنة 2011، أين تم غلق السفارة وترحيل جميع طاقمها نحو باريس، بعد فوضى عارمة أحدثها، وتأكد ضلوعها في التحريض ودعم أطراف داخلية ضد أخرى لزيادة تأجيج الوضع.
وبعد نجاح مهمته في ليبيا وتدميرها، عين سنة 2012 سفيرا في تونس واستمر هناك حتى عام 2016، عرفت سيرته هناك العديد من إستدعاءات الإحتجاجات من وزارة الخارجية التونسية تبلغه ان التدخل في شؤنها خط أحمر، وذلك على خلفية نشر بعض وسائل اعلام تونسية أنباء أشارت إلى دعم السفير لاضراب الصحافيين التونسيين.
وحسب ما تم الاطلاع عليه، من سيرة السفير في تونس وليبيا وحاليا الجزائر، فإنه يعتمد في استراتيجيته على ربط علاقات مع صحفيين ووسائل إعلام وبعض السياسيين "المعارضين" للترويج للمهام التي يكلف بها من الإليزيه وتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما تأكد من الأخبار التي أذاعتها وسائل الإعلام منذ أمس الأربعاء، فهل ستتحرك السلطات الجزائر قبل فوات الأوان؟ خاصة إذا أخذنا بمحمل الجد الظروف الإقليمية التي تمر بها الجزائر من توتر وأزمات من ليبيا مرورا بمالي وإلى الصحراء الغربية والتكالب الفرنسي المغربي على الجزائر من الجهة الغربية؟