واستهل الرئيس تبون زيارته إلى انقرة بلقاء مع الجالية الوطنية المقيمة بتركيا، حدثهم من خلالها عن مبادرة "لم الشمل" التي اطلقها من اجل "تكوين جبهة داخلية متماسكة" معلنا، من أنقرة، عن انعقاد لقاء شامل للأحزاب في غضون الاسابيع المقبلة.
و في اليوم الثاني من الزيارة، و بعد استقبال رسمي حار، كانت للرئيس تبون محادثات مع رجب طيب أردوغان، وصفها ب"الثرية والعميقة" و ب"الايجابية لفائدة البلدين و الشعبين"، و التي جاءت لتعزز علاقات ثنائية استراتيجية أظهرت "تطابقا في وجهات النظر" ازاء القضايا ذات الاهتمام المشترك و على راسها القضية الفلسطينية و الازمة الليبية و الاوضاع في منطقة الساحل.
وبالمناسبة، قدم الرئيس التركي هدية رمزية للرئيس تبون تتمثل في صورة للأمير عبد القادر ورسالة بعث بها الأمير سنة 1841 للسلطان عبد المجيد هنأه فيها بمناسبة اعتلائه العرش.
كما ترأس الرئيسان تبون و أردوغان أشغال الدورة الاولى للمجلس الاعلى للتعاون المشترك بين البلدين و التي توجت بالتوقيع على الاعلان المشترك لاجتماع هذا المجلس، والتوقيع على 16 اتفاقية تعاون و مذكرة تفاهم ثنائية في قطاعات الطاقة و المناجم و المالية والتجارة و الصناعة والاعلام و الاتصال و الأشغال العمومية و الصيد البحري و العلوم والتكنولوجيا و الابتكار والمؤسسات المصغرة و الخدمات الاجتماعية و التكوين المهني و الثقافة و التربية و التعليم والبيئة و كذا مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
و من بين المحطات التي وقف عندها الرئيس تبون بالعاصمة التركية ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك و المتحف المخصص للوثائق والأغراض الشخصية للرئيس الراحل.
و بمدينة اسطنبول، التي كانت اليوم الثلاثاء آخر محطة من زيارته، تقلد الرئيس تبون درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية، من جامعة اسطنبول، أكبر و أعرق الجامعات التركية، و ذلك "تقديرا لجهوده في تعزيز التعاون الدولي و جهوده من أجل احترام قيم الديمقراطية و تعزيز العلاقات العريقة بين الجزائر وتركيا".
و بعد لقاء جمعه برجال أعمال جزائريين و أتراك، أشرف الرئيس تبون بإسطنبول على انطلاق أشغال منتدى الأعمال و الاستثمار الجزائري-التركي، الذي سجل مشاركة 300 متعامل اقتصادي من البلدين، حيث دعا رجال الأعمال الاتراك الى المزيد من الاستثمار في الجزائر، خاصة و أن الاتفاقيات الموقعة أمس الاثنين تعد "اضافة و ركيزة صلبة" لدفع التعاون الاقتصادي، الى جانب المصادقة قريبا على قانون الاستثمار، الذي سيكون، يضيف تبون،"مواتيا للمستثمرين و يفتح الافاق ويوفر الحماية لهم".