رئيس الجمهورية ينتقد مخرجات مؤتمر "كوب27" وتأثيراته السلبية على دول افريقيا

نوه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم السبت، بالدور الريادي الذي لعبته كينيا في تنسيق مواقف المجموعة الإفريقية والدفاع عن مصالحها المشتركة.

وأثنى الرئيس تبون في كلمة له في اجتماع حول تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المكلفة بتغيير المناخ، على جهود مصر في توفير كل الظروف لإنجاح مؤتمر شرم الشيخ.

وقال الرئيس في كلمته التي تلاها الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان "لقد تسلمنا من حضرتكم تقريرا وافيا حول نتائج مؤتمر شرم الشيخ، والذي رفعتم إلينا من خلاله جملة من التوصيات الواردة عن وزرائنا المكلفين بالبيئة فضلا عن مجموعة المفاوضين الأفارقة ما يتيح لي الفرصة لتركيز نقاشاتنا حول الإستراتيجية الإفريقية تحضيرا للمواعيد الدولية المقبلة".

وأضاف الرئيس تبون في هذا السياق "فبعيدا عن الأحكام القيمية حول نجاحCOP27 من عدمه، لا بد لنا أن ندرك التحول الاستراتيجي الذي تصبو إليه الدول المتقدمة والرامي إلى إعادة هندسة الإطار الدولي للعمل المناخي بعيدا عن مبادئ ريو التي تضمن للدول النامية حقها في التنمية. إذ بدا جليا خلال هذه الدورة أن شركاءنا لم ولن يوفوا بتعهداتهم المالية وفقا لمقتضيات اتفاق باريس، بينما نحن مطالبون بتحمل عبء اكبر، من شأنه المساس بأمننا الغذائي والطاقوي، في محل الدول المسئولة تاريخيا عن تغير المناخ".

وقال الر ئيس إن "هذا الوضع يستدعي منا الوقوف أمام الواقع لنَعِي التحديات التي تنتظرنا و لنعيد ترتيب أولوياتنا كقارة واحدة ذات مصير مشترك".

وتطرق الرئيس تبون إلى بضعة مسائل التي قال انها من "أهم الأولويات لعملنا الجماعي"، أولها تمويل التكيف و الخسائر والأضرار، حيث يرى رئيس الجمهورية أن المخلفات السلبية لتغير المناخ باتت تهدد سلامة الأفراد والمنشآت مع التزايد غير المسبوق للظواهر المناخية، التي تتعرض دولنا لتبعاتها الوخيمة، الاقتصادية والأمنية.

وأشار إلى أن رؤية الدول المتقدمة فيما يخص مسألتي مضاعفة التمويل للتكيف وفحوى تمويل الخسائر تنطوي على قدر كبير من الإقصاء و الحد من إمكانية عدد كبير من الدول الإفريقية من التحصل على التمويل، وتابع "و إن كنا بادرنا على الصعيد القاري، بإنشاء آلية افريقية للحماية من أخطار الكوارث وللدفع بإستراتيجية التكيف لمرافقة الدول الإفريقية في جهودها لمواجهة هذه الظواهر، فلا بد أن نبذل نفس الجهد لضمان تكفل دولي فعلي بهاتين الأولويتين".

أما المسألة الثانية التي تطرق اليها رئيس الجمهورية في كلمته، في الانتقال العادل (لاسيما الطاقوي)، حيث شدد على ضرورة "تبني مسار يضمن التناغم بين المتطلبات المناخية وأولويات محاربة الفقر وضمان العيش الكريم لشعوبنا و تفادي الفهم المروج له أن هناك مسارا واحدا ووحيدا لتحقيق هذا الانتقال"، داعيا إلاى ضرورة الإبقاء على قدر من العقلانية بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا للإمكانات والظروف الخاصة لكل دولة ومنطقة.

وبعد أن أكد على الأهمية الجوهرية التي لا بد من إيلائها للحفاظ على لحمة المجموعة الإفريقية، سجل الرئيس بارتياح مجهودات الخبراء والوزراء الأفارقة، مثمنا توصياتهم السديدة التي ترمي إلى تعزيز الموقف الإفريقي المشترك.

وختم "لقد بات من الضروري أن تُضَمَ جل الهيئات الإفريقية المكلفة بمسائل البيئة في سياق موحد وأن يتم اندماجها ضمن منظمتنا الأم، لضمان نسق إفريقي موحد وقوي".

من نفس القسم تعـاون دولـي