
توجد كولونيالية جديدة تسعى الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين الجزائر وفرنسا
قال رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل اليوم السبت، إن مخلفات وأفكار "الكولونيالية القديمة" لا تزال موجودة ضمن المصفوفة الكولونيالية الجديدة الرامية الى ضرب كل تقارب بين الشعبين الجزائري والفرنسي والتي تسعى جاهدة الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين البلدين.
ومهم التذكير بأن التوصل إلى وقف إطلاق النار، كانت خطوةٌ لم ترُق لفئة من دُعاة "الجزائر فرنسية'، على رأسها منظمة الجيش السري (OAS)حيث خرجت من سريتها، وترجمت تطرفها وهمجيتها بمواقف علنية وعمليات إجرامية، وانتهجت سياسة الأرض المحروقة قصد بلوغ أهدافها، حيث تسببت هذه المنظمة الإرهابية، في مقتل العديد من الضحايا، كما قام هذا التنظيم السري بما يقارب من 2293 تفجير أودت بحياة 700 جزائري وواصلت عملياتها الإجرامية بعد التوقيع على إتفاقيات ايفيان بتفجير مكتب التوظيف بميناء الجزائر ،وحريقي المكتبة الوطنية و الجامعية بالعاصمة حيث أتلف 600 ألف عنوان، وفُجرت المختبرات والقاعات...واغتيالات لمجموعة من النساء الجزائريات العاملات في البيوت الأوروبية أثناء توجههن للعمل صباحًا في عملية سميّت بـ"عملية فاطمة"... كما إغتالت منظمة الجيش السري الإرهابية ببن عكنون بالعاصمة، الأديب الجزائري والمفكر مولود فرعون رفقة أصدقائه من رؤساء المراكز الاجتماعية التربوية... ومعها عديد الجرائم النكراء من بينها تفجيرات وهران (ساحة الطحطاحة) وعنابة واغتيال مرضى كانوا يتلقون العلاج بمستشفى مصطفى باشا حاليا و عيادة بوفريزي ببوزريعة.
و إذ نستحضر كل هذه الأحداث المؤلمة و السلوكات الهمجية المتطرفة المرتبطة بالكولونيالية القديمة، فإنه من المؤكد بأن مخلفاتها وأفكارها لا تزال موجودة ضمن المصفوفة الكولونيالية الجديدة الرامية الى ضرب كل تقارب بين الشعبين الجزائري و الفرنسي و التي تسعى جاهدة الى خلط الأوراق في العلاقات القائمة بين البلدين كما سعى أسلافهم إلى نسف إتفاقيات إيفيان ومحاربة إستقلال الجزائر .
و من هذا المنطلق فإن مجلس الأمة يعتبر بأنه، إذا كان نوفمبر في الماضي هو رمز الكفاح من أجل استقلال الجزائر، فإن نوفمبر بمفهومه المتجدد هو الحفاظ على سيادة الجزائر وإبقاء كلمتها مرفوعة في المحافل الدولية، والشعب الجزائري الذي لم يرضح للعبودية والاستبداد ولم يستكن للظلم والهوان، لطالما وضع سياجاً فاصلاً بين الشعب الفرنسي وفرنسا الاستعمارية... و تجنب على الدوام الوقوع في براثن من يتربصون به الدوائر من لوبيات وقوى تتوجس خيفة من أي تقارب في المسافة السياسية والإنسانية بين البلدين... كما أن "ذكرى عيد النصر " ، تُذَكرنا أيضا بضرورة مواصلة الكفاح من خلال التنمية والعلم والمعرفة وتكاتف الجهود والتضامن من أجل المزيد من الانجازات في مسار بناء الوطن وتعزيز مكاسب الاستقلال بقيادة السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، وفاءاً لعهد الشهداء والتضحيات الجسام لشعبنا الأبي...