فرنسا تترقب انهيار حكومة بارنييه على وقع فوضى في ساحتها السياسية والاقتصادية

تعيش الساحة السياسية والاقتصادية الفرنسية حالة من الفوضى منذ الانتخابات البرلمانية السابقة، بسبب الخلافات حول "الميزانية".

وتسبب مشروع قانون ميزانية 2025 في اعادة الانقسامات إلى الواجهة، مع معارضة اليمين المتطرف لمقترحات الحكومة بتوفير 60 مليار يورو في صورة وفورات، مع حصول 40 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق والـ20 مليار يورو المتبقية من خلال زيادات الضرائب.

وتهدف الخطة إلى خفض العجز الهائل في البلاد إلى نحو 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، انخفاضا من 6.1 بالمئة المتوقعة في عام 2024 وهو أكثر من ضعف المستوى المسموح به من قبل المفوضية الأوروبية، حيث حذر وزير الميزانية لوران سان مارتن من أن العجز قد يتسع إلى 7 بالمئة في 2025 إذا لم يتم اتخاذ تدابير جذرية.

في هذا السياق، نقل تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، عن ديفيد روش من شركة كوانتوم ستراتيجي، قوله إنه يعتقد بأن الحكومة الفرنسية "ستسقط على الأرجح" في ديسمبر. لكنه أشار إلى أنه لا يمكن إجراء انتخابات تشريعية قبل جوان 2025، بموجب القانون.

وأضاف: "لذلك يمكن لماكرون أن يترك رئيس الوزراء ميشيل بارنييه في مكانه على رأس حكومة انتقالية مشلولة (بدون ميزانية) أو تعيين شخص مثل محافظ بنك فرنسا لرئاسة حكومة سلبية تمامًا تؤدي مهام بسيطة حتى يونيو".

وفي حالة سقوط الحكومة، حذر روش من أن "أي فكرة مفادها أن فرنسا سوف تخفض عجزها وديونها لن تكون مقبولة".

وكانت حكومة بارنييه قد نجحت في النجاة من تصويت بحجب الثقة في أكتوبر، غير ان تحركات اليمين مؤخرا أعاد الفوضى إلى الساحة السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن جان فيليب تانجوي، أحد أبرز زعماء التجمع الوطن قوله إن "بارنييه مضطر إلى التلويح بالذعر والخوف من الفوضى، وذلك نظرًا لعدم قدرته على ضمان إصلاحات ضريبية قائمة على العدالة والمساهمات العادلة للجميع".

حتى وقت قريب، كان التجمع الوطني يقدم دعمه الضمني لحكومة الأقلية التي يرأسها بارنييه، والتي يدعمها المحافظون والوسطيون في زواج مصلحة فوضوي، تضيف البوليتيكو.

وهددت "لوبان"، الاثنين الماضي، بالانضمام إلى جهود اليسار لإزاحة رئيس الوزراء بسبب عدة مطالب تتعلق بالميزانية، بما في ذلك إلغاء زيادة ضريبة الكهرباء، وتأخير اقتراح تعديل التضخم للمعاشات التقاعدية.

 

من نفس القسم - تعـاون دولـي -