ماكرون يعيش أسوأ لحظاته في قصر الإيليزيه

سارة.ب/وكالات

قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق غابرييل أتال، بصفته الأمين العام لحزب النهضة، يحاول إبعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحزب.

وكتبت الصحيفة: "عدد من أنصار إيمانويل ماكرون المخلصين، الذين يشتبهون بالفعل في وقوف أتال وراء تفاصيل بعض الاتهامات، التي ظهرت على صفحات صحيفة "لوموند"، يتهمونه أيضا بمحاولة التقليل من ظهور رئيس البلاد في الحركة التي أسسها (ماكرون) والتي يعتبر هو رئيسا فخريا لها".

تحت قيادة أتال، غيّر "حزب النهضة" نص الدعوة للانضمام إليه على شبكة التواصل الاجتماعي X من قوله: "من أجل إحياء فرنسا وأوروبا، انضموا إلى حزب إيمانويل ماكرون" إلى "من أجل إحياء فرنسا وأوروبا، انضموا إلينا".

وبحسب "لوموند"، فإنه خلال فترة رئاسة أتال للوزراء، كانت الأجواء في قصر الإليزيه تشبه إلى حد ما "قفص المجانين". وتشكل "نادي الفتيان" حول ماكرون، والذي كان بعيدا كل البعد عن كونه "مقدسا ومتعاليا"، حيث كان الرئيس يقضي أمسياته وهو يشرب الويسكي معهم، وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا بـ "الصغير.." أو "الكبير.." (حيث كان يتم ملء الفراغات بمرادفات أكثر وقاحة لكلمة "مثلي الجنس").

بالإضافة إلى ذلك، يصف مقربوه (ماكرون) اليوم بأنه "مفرط في جنون العظمة" و"منغلق بشكل مفرط". 

كما أشار المنشور، إلى أن ماكرون تعلم دروسا من فضائح من سلفه على غرار فرانسوا هولاند، الذي التقطه المصورون المأجورون على دراجة نارية عندما حاول سرّا لقاء الممثلة جولي غاييه.

يذكر أن ماكرون يعيش أسوأ لحظاته في قصر الإيليزيه، حيث دعا زعيم حزب الوطنيين الفرنسي فلوريان فيليبو إلى استقالة حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو وماكرون نفسه.

وتعاني فرنسا من هشاشة سياسية متفاقمة منذ حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لم تفرز فائزا بالأغلبية. وتميزت سنة 2024 في فرنسا بأربع حكومات متعاقبة وحكومة تصريف أعمال طيلة 174 يوما، بينما تفتقد الحكومة الحالية لـ “الشرعية البرلمانية” حسب صحيفة “لوموند”.

وتظهر نتائج عمليات استطلاعات الرأي الأخيرة تزايد احتمال إسقاط حكومة فرانسوا بايرو في وقت مبكر.

وحسب نتائج استطلاع أجرته شركة “تولونا هاريس إنتراكتيف” لصالح قناة “أل سي إي”، فإن نسبة كبيرة من الفرنسيين (49%) يؤيدون حجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو بعد إعلان سياسته العامّة المقرر منتصف جانفي المقبل.

وكان دعم هذه الخطوة قويًا بشكل خاص بين مؤيدي حركة “فرنسا الأبية” (87%)، يليه مؤيّدو حزب التجمع الوطني (58%)، مقابل (55%) من أنصار حزب البيئة.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن (63%) من الفرنسيين يتوقّعون أن تتعرض حكومة بايرو لحجب الثقة بعد بيان السياسة العامّة.

وأظهر الاستطلاع أيضًا تراجع الثقة في الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث وصل مستوى الثقة فيه في ديسمبر 2024 إلى 32%، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2018.

ولا يبدي ثلاثة أرباع الفرنسيين ارتياحاً إزاء أداء رئيس الجمهورية، بحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “إيفوب” مؤخرا.

وتذهب أغلب توقّعات المحللين السياسيين إلى تأزم متصاعد للوضع السياسي في فرنسا قد يصل إلى استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

من نفس القسم - تعـاون دولـي -