خيبة وانتكاسة جديدة تزيد من عزلة المغرب

سجل المغرب في سجله الدبلوماسي انتكاسة جديدة على الساحة الافريقية، وصفت بالفضيحة، وذلك بمناسبة انتخابات عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي التي جرت اليوم الثلاثاء بأديس أبابا.

وفي الانتخابات التي فازت بها الجزائر بـ34 صوتا كاملا مقابل 4 أصوات فقط للمغرب أجبرته على الانسحاب مبكرا خشية تلقي هزيمة جديدة أمام الجزائر، وهي الارقام التي تؤكد فشله الذريع وعزلته التي تتوسع يوما بعد يوم. 

كما تعطي نتائج الانتخابات، صورة حقيقية لمكانة المغرب المتدنية داخل القارة، حيث بات يسجل انشقاقات متتالية في صفوف الموالين له، ولم تعد غالبية الدول الإفريقية ضحية لمغالطات المغرب ومناوراته المفضوحة. كما أن هذه التحولات تعكس تراجعًا كبيرًا في نفوذ المغرب داخل الاتحاد الإفريقي.

وتشير تقارير اعلامية ان هدف المملكة منذ البداية كان كبح مكانة الجزائر التي تزداد قوة وحضورا على الساحة الافريقية، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في المشهد القاري. من خلال محاولات يائسة، يسعى المغرب إلى منع الجزائر من تولي المناصب القيادية في الاتحاد، وبث الفرقة بين الجزائر وأشقائها الافارقة، وزرع الانقسامات في الصف الإفريقي الموحد. لكن هذه المحاولات لم تثمر سوى عن فشل متكرر.

في مقابل هذا الفشل الذريع، حققت الجزائر انتصاراً دبلوماسياً ساحقا بفوزها بعضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، ما يؤكد المكانة المتصاعدة للجزائر الجديدة في الساحة القارية والدولية، ويعكس التقدير الذي تحظى به الدبلوماسية الجزائرية من قبل الشركاء الأفارقة، باعتبارها قوة سلام تشتغل باستقلالية وشفافية ووفاء لمبادئها التاريخية في الدفاع عن القضايا العادلة، وتكريس السلم والاستقرار في ربوع القارة.

ورغم المحاولات اليائسة لعرقلة هذا الفوز من طرف المملكة المغربية خلال قمة الاتحاد الإفريقي شهر فيفري الماضي، تمكنت الجزائر من فرض نفسها بفضل رؤيتها الواضحة والتزامها الثابت بخدمة السلم في إفريقيا، لا سيما في منطقة شمال القارة.
وكانت الرباط قد دخلت سباق المنافسة على منصب العضوية خلال القمة الماضية في محاولة لإضعاف الحضور الجزائري داخل أجهزة الاتحاد، غير أن سلسلة الهزائم الدبلوماسية التي تلقتها مؤخراً، خاصة بعد سقوط مرشحة الرباط لمنصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية والوفز المستحق للمرشحة الجزائرية بنفس المنصب، أرغمت الرباط على التراجع والانكفاء، تاركة الساحة أمام الجزائر التي تقدمت بثقة وثبات لتحصد ثمار مواقفها المبدئية من جميع القضايا الأفريقية والدولية العادلة.

وبهذا الفوز التاريخي، تثبت الجزائر اليوم ومن جديد أنها قوة اقتراح وصوت للحكمة في إفريقيا، بفضل دبلوماسية رصينة جعلت صوت الجزائر مسموعاً وموقفها محل احترام واسع.

 

من نفس القسم - تعـاون دولـي -