حفتر يعيد فرنسا إلى المنطقة

تعمل فرنسا مؤخرا إلى اعادة تموضعها اقليميا، من خلال سعيها إلى دخول ميدان إعادة إعمار ليبيا، في خطوة تعكس الطموح الفرنسي لعودته إلى المنطقة من بوابة "شرق ليبيا".

وكشف صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا الذي الصندوق، الذي أُنشئ بقرار من مجلس النواب الليبي عقب كارثة فيضانات درنة، عن وجود مساعٍ فرنسية لتعزيز مشاركة شركاتها في مشاريع إعادة الإعمار، التي تُقدَّر تكلفتها بعشرات المليارات من الدولارات، من خلال تهيئة الظروف المناسبة أمام الاستثمارات الفرنسية.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية لمدير عام الصندوق بلقاسم حفتر إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى وزير الخارجية جان نُويل بارو، والمبعوث الخاص إلى ليبيا بول سولير.

وناقش الجانبان سبل التعاون الثنائي في مجالات الإعمار والتنمية، في ظل محاولة فرنسية واضحة لحجز موقع في خارطة الاستثمار الليبي والعودة إل المنطقة من بوابة جديدة.

التحرك الفرنسي في شرق ليبيا يأتي في اطار محاولة إعادة التموضع إقليميًّا، بعد أن خسرت الكثير من نفوذها التقليدي في منطقة الساحل، لا سيما بعد الانقلابات الأخيرة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وخروج قواتها العسكرية من تلك الدول.

ففي الوقت الذي تمركزت روسيا بجنوب شرق ليبيا لتوسيع نفوذها في المنطقة، لا تزال فرنسا تبذل جهودا واسعة من أجل الحصول على موطئ قدم في إقليم فزان التاريخي الذي تعتبره القوى الاجنبية منطلقا للنفوذ الجيوسياسي في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما ساعد على تكريس حالة من عدم الاستقرار وانتشار الخلايا الارهابية بالمنطقة.

حاولت فرنسا دائما أن تطأ قدماها أراضي فزان الشاسعة، والثرية بالنفط والماء والمعادن النفيسة والطاقات البديلة، والمدهشة بسحرها الطبيعي وذات الامتداد الجغرافي الواسع. حيث يشير خبراء أن من يبسط نفوذه على فزان يبسطه على المنطقة ككل ويمتد به من الضفة الجنوبية للمتوسط إلى ما وراء الصحراء.

من نفس القسم - تعـاون دولـي -