دار الحكمة تصدر كتاب " زناة التاريخ " للروائي رشيد بوجدرة فضح فيه المثقفين الجزائريين الخونة عبدة النظام الفرنسي

أصدرت دار النشر "دار الحكمة" كتاب "زناة التاريخ " للروائي الجزائري رشيد بوجدرة، الذي فضح فيه عددًا من "المثقفين" الجزائريين "الخونة"، "عبدة النظام الفرنسي".

وفي كتابه الهجائي الجديد "زناة التاريخ" يهاجم الروائي الجزائري رشيد بوجدرة بعض الروائيين الجزائريين أو شبه الجزائريين من الذين يحاولون من خلال كتاباتهم الروائية تغيير الحقائق التاريخية للشعب الجزائري، وفي مقدمة هؤلاء الروائيين؛ بوعلام صنصال وكمال داود الذين يريدون أن يجعلوا من الروائي ألبير كامو جزائريا أكثر من الجزائريين على الرغم من أنه ليس بالجزائري ولا حتى بالفرنسي!.

وقال الكاتب بوجدرة أنه حاول ان يبرهن أن هؤلاء الأشخاص يُعانون من مرض عضال سمَّاه (فرانتز فانون) بِعُقدة كراهية الذَّات. وكتب هذا (الهجاء) أمام صمت أغلبية الصَّحافة الوطنية وأمام جُبن بعض المُثقفين الذين أداروا رؤوسهم أمام هذه (الخبائث المُخبَّأة) وبقوا في أماكنهم راضخين ورابضين وأمواتاً!

في المقال الأول من هذا الكتاب (زُناة التَّاريخ)؛ يُهاجم رشيد بوجدرة؛ (الطَّائفة الملعونة) كما أطلق عليها؛ والتي هي صنيعة الاستعمار، وهي فئة من المُثقفين والكُتَّاب والفنانين.. لها نفوذ كبير في جميع المستويات، إذ يقول: "إن المجتمع الجزائري بأكمله هُوجِمَ من طرف بعض الفنانين والمبدعين والمؤرخين والاجتماعيين والمتسيِّسين.. القلائل ولكنّهُم كانوا يملكون نُفوذاً كبيراً على كُلِّ المُستويات (الدّولة، النِّظام، الجامعة، المُجتمع، الثَّقافة، الإبداع، إلخ) وسبب هذا النَّجاح هو صمت "الأغلبية السَّاحقة" فلماذا - إذن - هذا الصَّمت، واللّامُبالاة، والاستهزاء والجُبن؟ " ص 15.

ويُضيف: "أن الوطنية الجزائرية كانت تُضرب من أطرافٍ مُختلفة ونافذة وقوية تتواجد داخل المُجتمع الجزائري نفسه.. فئة مريضة يَعشقها الاستعمار الأجنبي.. ركَّبت هذه الفئة المجهرية، عُقدة المُستعمَر وعُقدة الآخر وعُقدة الحنين للفترة الاستعمارية.. وقد (تسلَّلتْ) هذه النَّظرية المرضية والعصبية شيئاً فشيئاً داخل الثَّقافة الجزائرية وكادت أن تتوغل فيها نهائياً." ص 14.

مُضيفاً: "صحيح أن تلفيق التّاريخ الجزائري، خاصة من طرف المُستعمِر وأذياله، قد حُورِب من طرف بعض المؤرخين القلائل، أمثال مُحمّد ساحلي ومصطفى لشرف ومُحمّد حربي وغيرهم من الوطنيين لكن هؤلاء المؤرخين لم يهتموا أبداً بتلك الأقلية الجزائرية التي عاثت فساداً في تشويه وتحريف تاريخنا المجيد. وحسب هذه الطّائفة الملعونة والتي انصبّتْ منذ الاستقلال على (فبركة) تاريخاً مزيفاً يَجعل من الفترة الاستعمارية فترة السّعادة المُطلقة والتّعايش السّلمي والرّغيد بين فئة الأقدام السُّود والشّعب الجزائري بأكمله. وهكذا فلقد (نسج) المُوالون لأسيادهم خُرافة التّعايش السّلمي بين المُستعمِر والمُستعمَرين، فجعلت مِن الجلّاد صديقاً حميماً للمُعذّبين الجزائريين." ص 10.

ويُنبه رشيد بوجدرة إلى أن هذا الكِتاب الهجائي (زُناة التَّاريخ)؛ هو مُحاولة للكشف عن حقيقة هذا الورم الخبيث (حزب فرنسا)؛ فيقول: "أن اللاوعي عند المُستعمَر هو عبارة عن هوة لا قاع لها ولا صاغ. فيؤدي هذا اللاوعي بالشَّخصِ الّذي يعيشه إلى فوضى نفسية لا مناص منها. فيكره نفسه ويكره مُحيطه ويكره مواطنيه ويكره دولته ويكره حتى نفسه وذاته ويكره وطنه ويكره كذلك الآخر إلى حدِّ أنه يعيش كابوساً كبيراً تتكون عنده صدمات نفسية تجعله يعيش كالتَّائه في مناخ يُكن له الكراهية التي لا رجعة فيها. أنا لا أُريد أن أحكم على هؤلاء النَّاس ولا أُطالب بمُحاكمتهم ولا بِمُعاقبتهم، بل أُريد أن أُعبِّر عن المأساة التي نعيشها وأبحث في طيّات الذَّاكرة وطيَّات اللاوعي الجماعي وأسباب هذا المنطق الرَّجعي وهذا المرض المُزمِن؛ وذلك حتى أُزيل الغطاء على المسكوت عنه وعلى اللامقول في هذا المجال الوعر. فلعلّنا نُفلح في معرفة أنفسنا وفي فضح المكنون فيُصبح هذا الكِتاب عبارة عن مُحاولة، لا أكثر، للتصوير بالأشعة، حقيقة هذا الورم الخبيث." ص 18.

كما تحدث عن الصَّحافة الخاصة والقنوات التّلفزيونية الخاصة، ذاكراً أنها غيَّرت اتّجاهها السِّياسي ودخلت في (البيع والشِّراء) وهوس الإشهار وتدهور مستواها إلى حدِّ الرِّياء فأصبحت تمثل إعلاماً رديئاً، وأنها تهتم بالفضائح والجنسيات والماكياج. كما جاء في الصفحة 99. ونَبَّه إلى خطر تقُلُّص مساحة الثَّقافة والكتاب والمقروئية في الجزائر. ولكنه لاحظ "أنَّ المواطن عندما يملك روح الإطلاع فيما يَخُص تاريخنا. فيغتنم زُناة التّاريخ الفرصة لعرض سلعهم المغشوشة، إذ لم تكتفِ المقروئية عندنا بكتبٍ تُحرف التّاريخ مثل علي بومهدي الذي نَظَّرَ لِفكرةٍ مفادها أن ديڨول هو الذي قدم للجزائر استقلالها كهدية.. فانتشرت الرِّدَّة السِّياسية والرّشوة الفكرية من خلال هذا العبث." ص 101.

 

من نفس القسم فـنون وثـقافـة