قوم تبّع.. التربية الجنسية.. والخروج من ملّة الإسلام.. خبراء يتحدّثون عن فالنتاين الجزائر !!

إعداد / سارة بوطوطاو

يعود في كلّ مرة موعد الإحتفال باليوم العالمي للحب أو عيد "الفالنتاين"، بطقوسه الغريبة على ديننا وعادتنا وتقاليدنا، مع إعطائه الأهمية القصوى والمبالغ فيها، خاصة من طرف الشباب، عكس المناسبات والاعياد الدينية والوطنية.

في هذا اليوم، المليء بالقلوب والرومانسية والحب، حاول "المصدر"، كشف الأسباب التي جعلت الشاب الجزائري يعطي لهذا اليوم إلّا القليل منهم طبعا.

الشباب أصبحوا "قوم تبع"

أرجع الأستاذ بوحميدة نصر الدين، أستاذ في علم الإجتماع سبب الإقبال على الإحتفال بمثل هذه المناسبات إلى تدني مستوى وعي الفرد، إذ لم يصل إلى مستوى الإنتماء للثقافة والقيم والتراث، قبل أن يضيف أنّ الشباب اليوم، صاروا تابعين للنموذج الغربي وكل ما يأتي من الخارج، كما أصبح لهم ثقافة إستهلاكية وفقط.

وأضاف ذات المتحدّث أنّ المنظومة التربوية لا تلعب الدور المنوط بها، مشيرا : " أقصد بذلك الأسرة والمسجد والمدرسة في ترسيخ القيم الدينية والإجتماعية" ، "حتى أن مفهوم الحب أصبح مضبوطا بمقاييس مادية و مقاييس تجارية كالهدايا والقلوب التي أصبحت مقدسة في حين يجب أن يكون هذا الشعور النبيل مرتبطا بالتضحية العطاء والإخلاص.

غياب التربية الجنسية غيّر مفهوم الحب لدى الشباب

أما الخبيرة النفسانية سليمة موهوب، فقالت أن هذه العادة دخيلة تماما لم تعرفها أمهاتنا وجداتنا. وجاءت وليدة لفترات عصيبة جعلت الجزائري يعيش "كبتا"، غاب الإتصال بالجذور كذلك وكل ما هو عادات و تقاليد ما خلق فراغا نفسيا لدى المراهقين خاصة، إضافة إلى غياب الجانب المشاعري لدى العائلة الجزائرية، وكذا غياب التربية الجنسية لدى الأسر التي أصبحت ضرورية الآن لأن غيابها جعل المراهق منذ طفولته يفسر الأمور وفقا لتخيلات وهذا ما خلق مفهوما للحب بعيد كل البعد عن المفهوم الحقيقي لهذا يجب أن يحس الطفل بانتمائه لدين و ائلة وتقاليد وأعراف لتتبلور صورة حقيقية واقعية لمفهوم الحب لديه في المستقبل.

الإحتفال بـ "الفالنتاين" قد يؤدي للخروج من ملة الإسلام

أما بالنسبة لرأي الدين فقد أوضح الشيخ بشير الإبراهيمي أن الإحتفال بمقدسات مسيحية كـ "الفالنتاين" هو تقديس لمعتقدات وثنية جاء الإسلام في الأصل لمحاربتها.

وأضاف محذّثنا أن الإحتفال بهذه المناسبة مخالف للعقيدة وقد يؤدي ألى الخروج من ملة الإسلام و العياذ بالله, باعتبار أن المرأة بحاجة دائما للرعاية و العطف فإن للأزواج الفرصة طيلة أيام السنة لإبداء الحب والمودة عن طريق تكريمها وتقديرها كما كرمها الإسلام و جعل ذلك من تمام الإيمان و تمام الرجولة، مواصلا : من المؤسف جدا أن نرى مظاهر خلال هذا اليوم لا يقبلها لا الدين و لا التقاليد و لا الرجولة.

هل الحبّ هو الفالنتين ؟

وأخيرا، لو تذكر كل واحد منّا متى كانت آخر مرة عبّرنا فيها بصراحة عن مشاعرنا أمام من نحب سواء كانوا أفراد أسرتنا أو أزواجنا وحتى أصدقائنا ؟!! هل كانت في فالنتين الأعوام الفارطة ؟

وعليه لا يجب أن يرتبط الحب أبدا بمناسبة ولا بهدية بل هو إحساس نبيل مقدس لن نجد أحسن من أن نعبر عنه بكلمة صادقة نابعة من القلب وبالإخلاص والصدق والتضحية والتقدير خاصة لمن نحب.

   

من نفس القسم - صحة وعلوم -