
حسابات شخصية وراء منع "المصدر" من تغطية نشاطات الرئاسة
- بواسطة المصدر
- في 06 أكتوبر 2021
- 1924 قراءة
الجزائر/محمد حميان
من المفروض أن تكون جزائر جديدة.. كيف؟ هو ما شرحه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال حملته الانتخابية، فهو الذي قال أن زمن العقليات المبنية على البيروقراطية والمحسوبية قد ولى وفي جميع القطاعات، متوعدا بالضرب بيد من حديد كل من يقف عقبة في طريق تحقيق ذلك، إلا أنه ومع الأسف بقي هذا الكلام مجرد حبر على ورق وخطاب رنان ضربه عرض الحائط إطاراته في عقر داره "رئاسة الجمهورية" ، مَن وراء ذلك وكيف تم الأمر؟
منذ انطلاق الحملة الانتخابية للرئيس عبد المجيد تبون في إطار رئاسيات 2019، والجريدة الإلكتورنية "المصدر" تسجل حضورها في جميع الفعاليات والخرجات الإعلامية بجميع إمكانياته، كما كانت سباقة لنصرة الحق سنة 2017 خلال الحملة الشرسة التي تعرض لها الرئيس آنذاك لما كان وزيرا أولا من طرف بعض رجال الأعمال الفاسدين، فلماذا يهمش "المصدر" اليوم ويحرم من تغطية النشاطات الإعلامية للرئاسة، ومن يخدمه غياب "المصدر" عن الواجهة؟
الجواب يملكه من يعرف خبايا الرئاسة جيدا، ومن يدير شؤونها الاتصالية والإعلامية، وكذلك من كان حاضرا خلال الحملة الانتخابية للرئيس، واليوم ارتأى الموقع الكشف عن الأسباب الحقيقية لتهميشه بعدما تجاوز الأمر حدود المنطق والصبر، فعندما يصبح استغلال المناصب داخل هرم السلطة لأغراض شخصية فالأمر يصبح غير مسكوت عنه، فمن غير المعقول أن يقوم القائمون على الجناح الإعلامي لأعلى مؤسسة في الدولة بالتعامل بـ"صبيانية" في انتقائهم للمؤسسات الإعلامية التي تغطي نشاطات رئاسة الجمهورية، وتهميش من لا يحبذون وجوده وكأن الأمر متعلق بضيوف سيدخلون صالونات بيوتهم !!.
"المصدر" رغما عن أنوف هؤلاء استطاع في ظرف وجيز افتكاك مكانة محترمة وسط مؤسسات إعلامية عريقة بالجزائر وهذا بشهادة الجميع بمن فيهم رجال الإعلام، والأرقام التي يحققها يوميا أكبر دليل على ذلك.
"المصدر" وكذلك بشهادة الجميع، لم يكن يوما عدوا للوطن، وكل من يتابع الموقع يمكنه تأكيد ذلك، فعكس الكثير من المؤسسات الإعلامية بقيت مواقف الموقع ثابتة على حب الوطن والولاء له واحترام جميع مؤسساته والأهم من ذلك إعلاء كلمة الحق ولو على حساب مصالحه الشخصية.
"المصدر" وللتذكير لم يهمش يوما من قبل لا من طرف مؤسسات الدولة ولا من طرف المؤسسات الخاصة، فـ"المهنية" كانت دوما السباقة في علاقاته مع الجميع، فلم تتضرر علاقاته لا مع رجال دولة ولا شخصيات عمومية ولا رجال أعمال ولا غيرهم ممن قال فيهم كلمة حق وذكر بعض هفواتهم، فالجميع كان يتقبل الأمر من مبدأ تقبل النقد البناء والهادف واحترام الرأي الأخر كأساس للديمقراطية التي نريد أن نعيشها داخل الجزائر، فلماذا اليوم يهمش من قبل إطارات رئاسة الجمهورية، التي من المفترض أن تكون قدوة لكل مسؤول في الجزائر، فهم أولى بنبذ الظلم والتهميش من غيرهم، وهم من يجب أن يعطوا المثال عن وضع الحسابات الشخصية جانبا قبل دخول بوابة أي مؤسسة أو تقلد أي منصب، وهم مدعوين أيضا أكثر من غيرهم للتخلي عن المحسوبية وسياسة الكيل بمكيالين، فأين هم من ذلك في تعاملهم مع مؤسسة "المصدر" الإعلامية التي لم تطالبهم إلا بحقها في الوصول إلى المعلومة، فبأي حق يمنعها هؤلاء من ذلك؟