واشنطن بوست: خبراء يحذرون من فيضانات وتساقطات مطرية كبيرة ونادرة بصحراء الجزائر
- بواسطة المصدر
- في 04 سبتمبر 2024
- 2908 قراءة
يتوقع خبراء أن تعيش منطقة الصحراء الكبرى التي تُعد أحد أكثر الأماكن جفافا على وجه الأرض، حدثا مناخيا فريدا من نوعه خلال سبتمبر الجاري، بحيث ستحصل على أكثر من 500 بالمئة من معدل هطول الأمطار الطبيعي في هذا الشهر.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نقلا عن خبراء في مجال المناخ، تقريرا يشير إلى تشكل سيول وفيضانات كبيرة ونادرة في منطقة الصحراء الكبرى، تمس الجزائر وليبيا وبعض دول الساحل، خلال العشر ألأيام الأولى من الشهر الحالي.
وتشير أحدث مخرجات هذا التقرير الصادر من النموذج الأمريكي للطقس المعروف اختصارا بـ GFS، إلى أن منطقة الصحراء الكبرى قد تعيش خلال الأيام والأسابيع القادمة أكثر من 500 بالمئة من معدل هطول الأمطار الشهري الطبيعي في شهري أوت وسبتمبر.
وذكر التقرير أن هطول الأمطار بهذه الطريقة في الصحراء الكبرى والتي تعد صحراء الجزائر جزء كبيرا منها يعتبر ظاهرة جوية نادرة للغاية، حيث تحدث على الأقل مرة واحدة كل عقد في المتوسط، وربما تكون إشارة إلى اضطرابات غير عادية في الغلاف الجوي وتغيير في أنماط الطقس العالمية.
ومن المتوقع تسجيل تساقطات رعدية غزيرة جدا فوق مالي والنيجر وتشاد وأجزاء من الصحراء الجزائرية وموريتانيا، حيث تتسبب منطقة التقارب بين المدارين، وهي حزام من العواصف الرعدية والضغط المنخفض الذي يتحرك من الشرق إلى الغرب عبر وسط إفريقيا أين تلتقي الرياح التجارية من نصف الكرة الشمالي والجنوبي، في تركيز هطول الأمطار في أماكن معينة.
وتُعد نفس الزخات الرعدية التي تغمر حزام وسط إفريقيا، مقدمة للعديد من الأعاصير الأطلسية، حيث تتغذى منطقة التطور الرئيسية في الأطلسي، وهي منطقة بين إفريقيا والكاريبي حيث تتشكل الأعاصير الطويلة المدى الكلاسيكية، من مناطق العواصف الرعدية المرتبطة بمنطقة التقارب بين المدارين.
ويوضح التقرير، أنه يمكن أن تتطور هذه المناطق، المعروفة باسم الموجات المدارية، إلى أعاصير في ظل الظروف المثالية، ولكن إذا تفككت الموجات المدارية، فلن يكون هناك شيء يوّلد إعصارا، حتى إذا كانت الظروف البيئية الأخرى مواتية لذلك، وهذا ما يحدث مؤخرا.
ويُتوقع أن تواجه الصحراء فيضانات محلية مع انتقال الأمطار إلى شمال الجزائر أكثر من المعتاد، مثلما جاء في التقرير.
وعن هذه الظاهرة النادرة علّق مطارد الأعاصير الأمريكي الشهير "آدم لوتشيو"، في تدوينة له "حدث نادر جدا نشهده، وقد لا يتكرر إلا مرة كل 1.4 مليون سنة. الأمطار في الصحراء الكبرى الإفريقية! يحدث شيء غريب في إفريقيا! لم نتحدث عن ذلك كثيرا بعد، ولكن حدثا غير مسبوق وقع في جميع أنحاء منطقة الصحراء في شمال إفريقيا، حيث تتجه الموجات المدارية نحو الشمال في المنطقة بدلا من المحيط الأطلسي. هذه أحد الأسباب التي جعلت موسم الأعاصير لدينا هادئا جدا".